حمزة بن دلاج.. بطل كويتي شجاع افتدى وطنه




كانت نجدته بالغة السمو، حين لم يجد أمامه سوى الاحتفاء بوطنه الغالي الكويت بدمائه وأشلائه، فما كان منه إلا أن قدم روحه الطاهرة فداءً لوطنه، في موقف سيذكره التاريخ دومًا، فمن هو حمزة بن دلاج؟
بطل كويتي شجاع
هو حمزة بن دلاج بن حزام بن دلاج بن جرجان، أمه ريم بنت شالح أبو معيوف، ينتمي إلى قبيلة الرشايدة من بني تميم، ولد في تاروت، إحدى جزر البحرين، عام 1919م.
نشأ في أسرة كريمة، وترعرع بين ربوع الكويت، فغرس فيه والده حب الوطن والعروبة، وتعود على حب الفروسية والرمي، وعشق تراث وطنه.
بطولته وشجاعته
لم يكن حمزة بن دلاج مجرد مواطن عادي، بل كان وطنيًا غيورًا على بلده، حيث شارك في الدفاع عن الكويت في معركة الجهراء الشهيرة عام 1920م، وأبدى فيها شجاعة منقطعة النظير.
ولم تقف بطولته وشجاعته عند معركة الجهراء، بل ظل دائمًا على أهبة الاستعداد للدفاع عن أرضه، فكان حارسًا أمينًا على حدود الوطن، يجوب الصحاري ويواجه التحديات.
موقفه البطولي
جاءت اللحظة الحاسمة في يوم 2 أغسطس 1990م، عندما غزا النظام العراقي الغاشم الكويت، فلم يتردد حمزة بن دلاج، وهو في السبعين من عمره، في الانضمام إلى المقاومة الكويتية ضد الغزاة الغاشمين.
قام بن دلاج بعدة عمليات فدائية استهدفت جنود الاحتلال العراقي، فتعرض للاعتقال والتعذيب، لكنه صمد أمام كل هذه المحن، ولم يرضخ للاحتلال.
نهايته البطولية
في 26 فبراير 1991م، وبعد معركة شرسة مع قوات الاحتلال العراقي في منطقة الجهراء، استُشهد حمزة بن دلاج وهو يقاتل بكل بسالة وشجاعة.
كانت نهايته بطولية تليق بمكانته كوطني مناضل، فدُفن في مقبرة الشهداء بالكويت، ليرقد في ثرى وطنه الذي أحبه وفدى بروحه الطاهرة.
إرثه الخالد
ترك الشهيد حمزة بن دلاج إرثًا خالداً من البطولة والفداء، فأصبح رمزًا للوطنية والشجاعة والتضحية لدى الشعب الكويتي.
شيد على اسمه شارع رئيسي في الكويت، بالإضافة إلى مدرسة ومتحف تكريماً لبطولته وشجاعته، كما تم إصدار مجموعة من الطوابع البريدية التي تحمل صورته.
الدروس المستفادة
تُذكّرنا قصة الشهيد حمزة بن دلاج بالدروس الهامة التالية:
• حب الوطن هو أقوى دافع للإنسان.
• التضحية بالنفس من أجل الوطن هي أسمى أنواع التضحيات.
• الأبطال الحقيقيون هم أولئك الذين يدافعون عن وطنهم ويضحون من أجله.
الختام
لن ننسى أبدًا بطولة الشهيد حمزة بن دلاج، الذي قدم روحه الطاهرة فداءً لوطنه الكويت، إنه رمز للوطنية والشجاعة والتضحية، وإرثه الخالد سوف يظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.