حملة الراجحي للحج... لا تنسى أمك!




(تجربة شخصية)
صدق أو لا تصدق، أنا من الذين لا يحبون السفر، فمسألة التنقل بين مدينة وأخرى، والانتقال من مطار إلى آخر، ومن طائرة إلى سيارة أجرة، ومنها إلى فندق، يجعلك تشعر أنك في متاهة لا أول لها ولا آخر، وتجعلك تكره السفر والسياحة.
لكن، في المقابل، أنا من الذين يريدون أداء فريضة الحج، لكي يحظوا بالظفر بركن رابع من أركان الإسلام، ويفوزوا بالمغفرة، ويحظوا بدعاء مميز من رب العالمين يقول فيه: "وعلى الممرورين والحجاج والعمار".
ومن هذا المنطلق، فقد قمت في العام الماضي، وبعد جهد جهيد، بإقناع نفسي على السفر إلى بيت الله الحرام، لأداء مناسك الحج، فكانت التجربة صعبة للغاية بالنسبة لي نظرا لعدم حبي للسفر، لكنها في الوقت نفسه كانت مميزة ومليئة بالروحانيات والأحداث التي لن أنساها طوال عمري.
وعلى ذكر نقص حبي للسفر فقد كانت تجربة عودتي من الحج مميزة للغاية، فقد كنت أتوقع أن أكون حزينا للغاية، نظرا لأنني سأودع هذه البقاع الطاهرة وأعود إلى حياتي اليومية، لكني وجدت نفسي سعيدًا جدًا، ومتحمسًا لملاقاة أهلي وأصدقائي، وعن هذا الموقف حدثني أحد المشايخ وقال: "إن هذا الشعور الذي ينتابك هو دليل على أنك قدمت الحج كما يجب وأن كل ما قم به من مناسك قد تقبلها الله تعالى منك، وإن عودتك لبلادك ليست كارثة بل هي بداية عمل جديدة، وبداية طاعة جديدة، وحب جديد لبلادك وأهلك وأصدقائك".
وعلى ذكر هذا الشيخ، فقد كان أحد الشيوخ الذين التقيت بهم في مكة المكرمة، والذي أسعدني الحظ كثيرًا بمقابلته، فقد تعلمت منه شيئا جديدا، ولم أتخيله من قبل، فقبل أن أقابله كنت أعتقد أن الحج هو مجرد انتقال من منى إلى عرفات إلى مزدلفة ومنها إلى منى ومنها إلى مكة وأداء طواف الوداع والسعي بين الصفا والمروة.
لكن بعد أن تحدثت مع الشيخ اكتشفت أن مسألة الحج أعمق بكثير من ذلك، وأن الحج ليس مجرد انتقال من مكان إلى مكان ولا أداء مناسك محددة، بل هي اجتهاد وبذل جهد وعناء وراحة بال وفرح شديد، بل وطاعة وعبادة لله سبحانه وتعالى، فالحج كما قال هذا الشيخ هو "والله فضل عظيم، فهو جهاد للنفس، وراحة للجسد، وتوبة خالصة لوجه الله".
وختامًا، وبعد هذه التجربة المليئة بالروحانيات والإيمان والطاعات أقول: إن الحج هو فريضة واجبة على من استطاع إليها سبيلاً، وأن على كل مسلم أن يحرص على الحج، لكي يغفر الله تعالى له ذنوبه، وحتى يتوب إليه من كل الذنوب التي اقترفها.
وفي النهاية آمل أن أوفق مرة أخرى أن أؤدي فريضة الحج مرة أخرى، فقد عرفت قيمته ومميزاته، لذلك أدعو الله تعالى أن يتقبل دعائي ويوفقني لأداء مناسك الحج مرة أخرى.