في ربوع وطننا العربي، وفي ذاكرة أبنائه، يقف شامخاً اسم رجل فاضل، عبد الناصر زيدان، الذي سطر بمداد قلبه حكاية إنسانية ملهمة، حكاية حافلة بالعطاء والنبل، ممزوجة بشغف التعليم وحب الوطن.
ولد زيدان في قرية متواضعة، نشأ وترعرع في أحضان أسرة بسيطة، جعلت منه رجلاً قنوعاً وذو قلب عطوف، وكانت بداياته في التدريس في إحدى المدارس الابتدائية.
أدرك زيدان منذ نعومة أظفاره أهمية التعليم في بناء الأمم، فكرس حياته لنشر العلم والمعرفة، وأينما حل تاركاً بصمة واضحة في نفوس طلابه، فكان بحق معلماً بحق.
تابع زيدان مسيرته التعليمية و حصل على شهادة الدكتوراه في التربية، ليصبح أحد أبرز خبراء التعليم في الوطن.
لم يقتصر عطاء زيدان على الجانب التعليمي فحسب، بل امتد إلى كل زوايا الوطن، فكان من دعاة الوحدة العربية، مقتنعاً بأن التكاتف والتآزر بين الأقطار العربية هو السبيل نحو التقدم والازدهار.
لكل مبدع بصمة، كانت بصمة زيدان في إعداد أول موسوعة فلسطينية شاملة، عمل جاهدًا على إعدادها، لتكون مرجعًا هامًا للباحثين والمؤرخين.
لم تكن حياة زيدان مفروشة بالورود، بل واجه العديد من الصعوبات والتحديات، إلا أنه كان يرى في كل تحد فرصةً للتطور والنمو، وبإرادته القوية وعزيمته الصلبة استطاع أن يحقق أهدافه.
"التحديات هي اختبارات تصقل إرادتنا، وتجعلنا أكثر قوة وصلابة"، كان هذا هو شعار الدكتور زيدان.
عبر مسيرته الحافلة بالعطاء، ترك لنا زيدان الكثير من الدروس والعبر، درسنا منه حب الوطن، وأهمية التعليم، وقيمة الإصرار والعزيمة.
"إن العطاء الحقيقي هو الذي لا ينتظر المقابل"، كان هذا هو مبدأ زيدان الذي عاش عليه ومات وهو يحمل رايته.
رحل عنا زيدان جسداً، لكن ذكراه وعطاؤه مستمران، فهو باقٍ فينا وفي الأجيال القادمة.
حياة حافلة بالعطاء، قصة شخصية مؤثرة، حكاية رجل فاضل خالد في سجلات تاريخنا.