خالد العبيد.. الساحر من أرض السحر




بصوت يفيض بالحنين، وحضور يحمل عبق الماضي، وبنبرة ساحرة أخذت ألباب المستمعين، كان خالد العبيد يتربع على عرش الغناء السوداني، محلقًا بألحانه وأدائه المميز في سماء الإبداع.

ولد خالد العبيد في مدينة ود مدني بالسودان عام 1943، وبداخل مدينته الهادئة بين ضفاف النيل الأبيض والنيل الأزرق، بدأ عشقه للموسيقى منذ نعومة أظافره. كان صوت الكروان يتسلل إلى قلبه فيركض إليه في الحقول، وكان يرقص على إيقاعات الطبول التي يعزفها أهل قريته في الاحتفالات.

وُلد ساحرًا، وخُلق موسيقيًا، وصُنع فنانًا.
انطلق العبيد في مسيرته الفنية أواخر ستينيات القرن الماضي، وحظيت أغانيه بشهرة واسعة في السودان وخارج حدودها. غنى عن الحب والوطن والحنين بأسلوب فريد جعله من أهم الأصوات الغنائية في السودان.

ألحانه كانت لوحات فنية، وكلماته كانت قصائد تلامس القلوب.
اشتهر العبيد بتعاونه مع كبار الشعراء والملحنين، مثل محمد وردي وأحمد المصطفى ومحمد الأمين. وأصبح "فارس أحلامي" و"يا حليوة" و"أغنية ليلى" من أشهر أغنياته التي لا يزال يتغنى بها حتى اليوم.

كان خالد العبيد معشوق الجماهير،
فأينما حلّ نثر السعادة والطرب، وحملت أغانيه هموم السودانيين وفرحهم. وكان دائمًا ما يضفي على حفلاته جواً من الحميمية، فيتفاعل مع الجمهور ويشاركهم الغناء.

لكن القدر كان أقوى من السحر،
ففي عام 1990، رحل خالد العبيد عن عالمنا تاركًا فراغًا كبيرًا في ساحة الغناء السوداني. رحل عن دنيانا، لكن صوته الساحر ما زال يتردد في آذاننا، وألحانه الجميلة ما زالت ترسم البهجة على وجوهنا.

ستظل يا خالد العبيد ساحرًا،
ساحرًا بألحانك الساحرة، ساحرًا بصوتك الحنون، ساحرًا بحضورك الذي يملأ المسرح نوراً. ستظل خالدًا في قلوبنا، وسيظل سحرك يرافقنا طوال حياتنا.