تداولت وسائل التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة مُصطلح "الخبير"، وهو لقب يُطلق غالباً على أشخاصٍ يدلون بدلوهم في كل شيء، مهما كان بعيداً عن مجالاتهم، ومهما كانت درجة فهمهم له؛ وغالباً يكون لديهم جمهور كبير من المتابعين يصدقهم دون تمحيص؛ وهذا هو الدليل الحقيقي لنجاح "الخبير" حيث نجح في إقناع الجمهور بمصداقية أقواله.
كيف تُصبح "خبيراً"؟
أن تصبح "خبيراً" أمر في غاية السهولة، فكل ما عليك هو أن تدل بدلوك في موضوعٍ ما، وألا تُخطئ أبداً؛ وإن أخطأت فاذكر مصدر خطأك، ثم ادّعي أن الخطأ من المصدر نفسه.
وتذكر دائماً أن تذكر شهاداتك العلمية، أو خبرتك المهنية في كل مرة تتحدث فيها، ولا تنسَ أن تُكثر من استخدام الكلمات المُعقدة والمصطلحات العلمية، فهذا ما يُعطي حديثك مصداقية وثقة، حتى وإن كنت تتحدث في موضوع لا تفقه منه شيئاً.
هل "الخبير" كذاب؟
قد يعتقد البعض أن "الخبير" كذاب، وهذا غير صحيح بالضرورة، فـ"الخبير" قد يكون صادقاً بنظرته للأمور، لكنه لا يمتلك العلم والمعرفة الكافية ليتحدث فيها، وبالتالي يقع في أخطاءٍ كثيرة، قد تكون صحيحة علمياً ولكنها خاطئة في سياق حديثه.
وكمثال على ذلك، قد يقول "خبير" في الاقتصاد أن السبب الرئيسي لتضخم الأسعار هو ارتفاع نسبة التضخم في السوق، وهذا صحيح علمياً، لكنه ليس صحيحاً في سياق حديثه، فارتفاع نسبة التضخم ما هو إلا أحد أسباب التضخم، وليس السبب الرئيسي.
الحذر من "الخبير"
إن الحذر من "الخبير" واجبٌ على كل فرد، فلا ينبغي الوثوق به بشكل تام، إلا إذا كنت متأكداً من صدق كلامه، ومعرفته الكافية بالموضوع الذي يتحدث فيه.
وتذكر دائماً أن "الخبير" قد يكون صادقاً، ولكنه مخطئ، وبالتالي يجب التثبت من صحة كلامه قبل تصديقه.
كن حذراً من "الخبير" الذي يدلي بدلوه في كل شيء، وكن أكثر حذراً من "الخبير" الذي لا يُخطئ أبداً.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here