خروف العيد.. طقوس وذكريات الطفولة لا تنسى




"خروف العيد".. طقوس وذكريات الطفولة لا تنسى

من أجمل ذكريات الطفولة والعيد هي ذكريات "خروف العيد"، ذلك الحيوان الأليف الذي كان له حضور طاغ في أجواء العيد، سواء في مرحلة اختياره أو في مرحلة تربيتنا له، ثم أهم مرحلة، وهي مرحلة الذبح، والتي كانت تتم وسط احتفالية كبيرة تجمع كل أفراد العائلة والجيران، مصحوبة بالغناء والفرح وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين.

انتظرنا قدوم العيد بشغف كبير، كنا نترقب رؤية "خروف العيد"، الذي كان الأب أو الابن الأكبر في العائلة يذهب إلى السوق لشرائه. كان منظره يملأ قلوبنا بالفرح، وكان وجوده في المنزل يعني اقتراب حلول العيد، وبدء التحضيرات الاحتفالية.

كنتُ حينها في المرحلة الابتدائية أشارك أخوتي في رعاية الخروف، وتنظيفه وإطعامه، وكان من أجمل اللحظات الجلوس بجواره وملاطفته، وأشعر كما لو كان أحد أفراد العائلة، ننتظر بفارغ الصبر حلول يوم العيد لنحتفل به جميعاً.

في يوم العيد، كانت تُقام احتفالية خاصة لذبح الخروف وتوزيع اللحوم، حيث كان يجتمع أفراد العائلة والجيران في أجواء من الفرح والبهجة، وكان الأطفال يغنون ويلعبون، فيما كان الكبار يتولون مهمة الذبح وتوزيع اللحوم.

بعد الذبح تتم عملية توزيع اللحوم على الجيران والأقارب الفقراء والمحتاجين، والتي تعتبر من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في شهر رمضان المبارك، والتي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف.

مع كل عيد، تتجدد ذكريات "خروف العيد"، الذي لا يزال يحتل مكانة خاصة في قلوبنا، فهو رمز العيد وجزء لا يتجزأ من طقوسه واحتفالاته، كما أنه يذكرنا بقيم التكافل الاجتماعي والرحمة التي تربط أفراد المجتمع.

وختاماً، فإن ذكريات خروف العيد ستظل محفورة في ذاكرتنا، فهي رمز البراءة والبساطة والفرح الذي كان يملأ قلوبنا في أيام العيد.