دِرْعَا




تقع مدينة دِرْعَا في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية، وهي عاصمة محافظة دِرْعَا، حيث يبلغ عدد سكان هذه المدينة حوالي 77000 نسمة. لعبت دِرْعَا دورًا كبيرًا في التاريخ السوري، ويؤكد ذكرها في الكتاب المقدس على ما كانت تتمتع به من أهمية.
تُعتبر دِرْعَا من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، حيث يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر. في العهد القديم، ذُكرت دِرْعَا باسم "إدريم"، حيث كانت واحدة من المدن التي استولى عليها بني إسرائيل بقيادة يشوع بن نون. وفي العصر الروماني، أصبحت دِرْعَا جزءًا من مقاطعة سوريا فلسطين، وكانت تُعرف باسم "داريا".
على مر القرون، سيطرت العديد من الإمبراطوريات على دِرْعَا، بما في ذلك الدولة الأموية والخلافة العباسية والدولة العثمانية. في عام 1920، أصبحت دِرْعَا جزءًا من الانتداب الفرنسي على سوريا، وبعد استقلال سوريا في عام 1946، أصبحت دِرْعَا محافظة سورية.
في عام 2011، كانت دِرْعَا بؤرة الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية السورية. كانت دِرْعَا من أوائل المدن التي سيطرت عليها المعارضة، حيث أصبحت رمزًا للثورة السورية.
دمّرت الحرب الأهلية دِرْعَا بشكل كبير، وقد نزح العديد من سكانها. ومع ذلك، عادت المدينة إلى سيطرة الحكومة في عام 2018، ويجري حاليًا إعادة إعمارها.
تُعرف دِرْعَا بمنتجاتها الزراعية، وخاصة زيت الزيتون والعنب، وهي أيضًا موطن لعدد من المواقع الأثرية، بما في ذلك قلعة دِرْعَا التاريخية، التي يعود تاريخها إلى العصر الأيوبي.