في ركن قصي من سوريا، بين حدودها المترامية الأطراف مع الأردن، تقع مدينة درعا، وهي رمز للصراع العنيف الذي اجتاح البلاد على مدى السنوات العشر الماضية. بصفتها مهد الانتفاضة السورية في عام 2011، شهدت درعا بعضًا من أشد المعارك وأكثرها دموية في الحرب.
يروي هذا المقال قصة درعا من خلال عيون سكانها، الذين عايشوا الرعب والدمار الذي جلبته الحرب. من خلال شهاداتهم الشخصية، نحصل على لمحة عن الحياة تحت الحصار، والتحديات التي يواجهونها، والأمل الذي لا يزال يتشبثون به. بداية الانتفاضة
بدأ كل شيء في درعا في مارس 2011، عندما كتب مجموعة من الأولاد عبارات مناهضة للحكومة على جدران مدرستهم. كان هذا الفعل البسيط بمنزلة شرارة لانتفاضة شعبية سرعان ما امتدت إلى جميع أنحاء سوريا.
جاء سكان درعا إلى الشوارع للمطالبة بالحرية والكرامة، لكن تم الرد عليهم بالقوة المميتة من قبل قوات الأمن. سرعان ما تحولت الاحتجاجات السلمية إلى صراع مسلح، حيث انضمت مجموعات المعارضة إلى القتال ضد نظام الأسد. الحصار
مع تدهور الوضع الأمني، فرضت الحكومة السورية حصارًا على درعا في عام 2012. ومنع هذا الحصار دخول المواد الغذائية والطبية الضرورية إلى المدينة، مما تسبب في معاناة واسعة النطاق.
لم تتوقف الحياة في درعا على الرغم من الصعوبات. أقامت المجتمعات المحلية عيادات طبية تحت الأرض ومدارس للأطفال تحت الحصار. تم تأسيس مجالس محلية لتوفير الخدمات الأساسية والحفاظ على النظام. الهجمات الكيماوية
في عام 2013، وقع هجوم كيماوي مروع في درعا، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص. نفت الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الأدلة تشير إلى تورطها.
أثار الهجوم الكيماوي موجة غضب دولية وأدى إلى دعوات لاتخاذ إجراءات ضد نظام الأسد. ومع ذلك، تم إحباط أي تدخل خارجي من قبل روسيا، حليف سوريا الرئيسي. إعادة الاستيلاء الحكومية
في عام 2018، شنت الحكومة السورية هجومًا شاملًا على درعا، بدعم من روسيا وإيران. واجهت مجموعات المعارضة مقاومة شرسة، لكنها لم تتمكن من الصمود في نهاية المطاف أمام القوة النارية الهائلة لقوات النظام.
في يوليو 2018، استعادت الحكومة السورية السيطرة على درعا بعد سبع سنوات من الصراع. فر الآلاف من سكان المدينة من ديارهم، بحثًا عن الأمان في الأردن المجاور. الوضع الحالي
اليوم، لا تزال درعا تحت سيطرة الحكومة السورية. لكن المدينة لا تزال تعاني من أثار الحرب. المباني مدمرة، والبنية التحتية متضررة، والاقتصاد منهار.
يعيش سكان درعا في حالة من الخوف وعدم اليقين بشأن المستقبل. تم اعتقال الكثير منهم وتعذيبهم. يعيشون في خوف دائم من الاعتقال أو التجنيد أو التعرض للانتقام. الأمل
على الرغم من الظلام واليأس، لا يزال هناك أمل في درعا. لم يخضع شعب المدينة أبدًا، ولا يزالون يقاومون الظلم والاضطهاد.
من خلال منظمات المجتمع المدني والنشطاء المحليين، يعمل سكان درعا على إعادة بناء مجتمعهم والضغط من أجل مستقبل أفضل. إنهم يعملون على توثيق جرائم الحرب، ودعم ضحايا العنف، والحفاظ على هوية درعا وتراثها الثقافي.
قصة درعا هي قصة مدينة عانت بشكل لا يصدق لكنها لا تزال قائمة. إنها قصة عن الصمود والأمل، وقصة عن شعب مصمم على المضي قدمًا والتغلب على الظروف الصعبة التي يواجهها.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here