ديك تشيني: نائب الرئيس القوي والمثير للجدل




ديك تشيني، الاسم الذي يتردد صداه في دهاليز السياسة الأمريكية والعالمية، هو نائب الرئيس الأمريكي السادس والأربعين في الفترة من 2001 إلى 2009 تحت قيادة الرئيس جورج دبليو بوش. يُعتبر تشيني أحد أكثر نواب الرئيس نفوذاً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث لعب دوراً محورياً في صياغة السياسة الخارجية للبلاد بعد أحداث 11 سبتمبر.
ولد ريتشارد بروس تشيني في لينكون بولاية نبراسكا عام 1941. تخرج من جامعة ييل وحصل على درجة الماجستير من جامعة وايومنغ. بدأ حياته المهنية في مجال السياسة العامة، وقضى بعض الوقت في العمل في إدارة نيكسون قبل أن يصبح رئيس أركان نائب الرئيس جيرالد فورد.
في عام 1978، انتُخب تشيني في مجلس النواب الأمريكي، حيث خدم لمدة 10 سنوات. خلال فترة وجوده في الكونجرس، كان معروفًا بأيديولوجيته المحافظة وكان من أشد المدافعين عن القوة العسكرية الأمريكية.
في عام 1989، عينه الرئيس جورج بوش الأب وزيراً للدفاع. في هذا المنصب، أشرف تشيني على انتصار القوات الأمريكية في حرب الخليج الفارسي.
بعد مغادرته البنتاغون في عام 1993، عاد تشيني إلى القطاع الخاص وعمل لدى شركة هاليبرتون للطاقة. في عام 2000، اختاره جورج دبليو بوش لمنصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية الناجحة.
أثناء فترة ولايته كنائب للرئيس، أصبح تشيني أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في إدارة بوش. وكان من أشد المؤيدين لغزو العراق عام 2003، وقاد الجهود لإقرار قانون باتريوت الذي وسع سلطات المراقبة للحكومة الفيدرالية.
بعد مغادرته منصبه في عام 2009، نشر تشيني مذكراته بعنوان "في وقتي"، والتي قدمت رؤية من الداخل عن إدارته. كما عمل أيضًا كمعلق سياسي في قناة فوكس نيوز.
يعتبر ديك تشيني شخصية مثيرة للجدل، وقد حظيت أفعاله أثناء توليه منصبه بالثناء والإدانة على حد سواء. ومع ذلك، لا شك في أنه كان أحد نواب الرئيس الأكثر نفوذاً في التاريخ الأمريكي، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.