رائد الفضاء السوري محمد فارس.. قاهر الفضاء




أضاء اسم رائد الفضاء السوري "محمد فارس" سماء الوطن العربي أجمع، حين حلّق في رحلة فضائية تاريخية في عام 1987، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي ينطلق في رحلة إلى الفضاء الخارجي. وقد استحوذ إنجازه المذهل هذا على قلوب وعقول ملايين الناس في جميع أنحاء العالم.
بصفته مهندسًا موهوبًا من مدينة السويداء السورية، برز فارس بين أقرانه بموهبته الفذة وشغفه بعالم الفضاء. وقد اختير من بين الآلاف من المتقدمين للمشاركة في برنامج الفضاء السوفيتي "إنتركوسموس"، وهو برنامج كان يهدف إلى تدريب رواد فضاء من دول مختلفة وإرسالهم في بعثات فضائية.
خضع فارس لسنوات من التدريب المكثف في مدينة النجوم في موسكو، حيث أتقن أساسيات رحلات الفضاء، والفيزياء، والهندسة. وقد أثبت أنه طالب استثنائي، مما أثار إعجاب مدربيه بذكائه وعزيمته.
في 22 تموز/يوليو 1987، انطلق فارس إلى الفضاء على متن المركبة الفضائية "سويوز تي إم-3"، برفقة رائدي الفضاء السوفيتيين ألكسندر فيكتورينكو وألكسندر ألكسندروف. واستغرقت الرحلة سبعة أيام، أمضاها فارس في إجراء التجارب العلمية وجمع البيانات حول تأثيرات انعدام الوزن على جسم الإنسان.
وبعد أن أمضى 24 ساعة خارج المركبة الفضائية خلال عملية السير في الفضاء، عاد فارس إلى الأرض محققًا إنجازًا غير مسبوق. فقد أصبح أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء، مما أوقد في نفوس العرب أملًا وتفاؤلاً بمستقبل أكثر إشراقًا.
وعلى غرار غيره من رواد الفضاء، لم يكتف فارس باستكشاف حدود الفضاء الخارجي، بل أسس علاقات صداقة دائمة مع زملائه رواد الفضاء السوفيتيين. وقد أصبحت هذه الصداقة رمزًا لوحدة البشرية وتعاونها في السعي وراء المعرفة.
وبعد عودته إلى الوطن، واصل فارس عمله في المجال العلمي، حيث أصبح مديرًا لمركز أبحاث الفضاء في دمشق. وهو الآن متقاعد، لكنه لا يزال مصدر إلهام للجيل الشاب من المهندسين والعلماء الذين يتطلعون إلى السير على خطاه.
لا شك أن إنجازات محمد فارس في مجال الفضاء قد شكلت مصدر فخر واعتزاز لجميع العرب. وقد أيقظ فينا حاسة الفضول والاستكشاف، وذكرنا بأن حدود قدراتنا تتجاوز أي قيود، طالما كانت لدينا الإرادة والإصرار.