بملامحها الحادة، ونظرتها الثاقبة، وصوتها القوي، استطاعت رانيا فريد شوقي أن تفرض اسمها على الساحة الفنية، وتصبح واحدة من أبرز نجمات جيلها.
وُلدت رانيا في القاهرة في 27 يوليو 1978، لأب عُرف بوسامته وأدواره القوية في السينما والمسرح، وهو الفنان الكبير فريد شوقي، وأم تعمل في المجال الفني، هي الفنانة سهير ترك.
على خشبة المسرح، وجدت رانيا شغفها الحقيقي، فبدأت مشوارها الفني في منتصف التسعينيات بمشاركتها في مسرحية "زواج بالإكراه"، ثم توالت أعمالها المسرحية الناجحة، ومنها "سيدتي الجميلة"، و"المحظوظ"، و"صاحب البيت"، لتتربع على عرش المسرح المصري.
في عام 2000، دخلت رانيا عالم السينما من خلال فيلم "بحب السيما"، لتثبت موهبتها مرة أخرى، وتتوالى أعمالها الناجحة في السينما والتلفزيون، ومنها "مرجان أحمد مرجان"، و"عمارة يعقوبيان"، و"أحلى الأوقات"، و"السبع وصايا".
لم تكتف رانيا بالنجاح الفني، بل إنها شاركت في العديد من الأعمال الخيرية والإنسانية، ومنها تأسيسها لجمعية "حياة كريمة" لرفع الوعي بأمراض القلب والشرايين، ومساهمتها في العديد من حملات التبرع بالدم.
في عام 2002، تزوجت رانيا من مصمم الرقصات المصري مصطفى فهمي، إلا أن زواجهما انتهى بالطلاق بعد أقل من خمس سنوات، ولم تتزوج بعدها.
تُعرف رانيا بعلاقتها القوية بوالدها، الذي كان دائمًا داعمًا ومُشجعًا لها في مشوارها الفني، وقد كتب لها العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
رانيا أيضًا أم حنونة لابنها الوحيد "فريد"، الذي تُكرس له الكثير من وقتها وجهدها.
تُعرف رانيا بشخصيتها القوية والعفوية، فهي لا تخشى التعبير عن رأيها، ولا ترضى بالظلم أو القهر.
إلى جانب موهبتها الفنية، تتمتع رانيا بحس فكاهي مميز، يجعلها محبوبة من قبل جمهورها وزملائها في الوسط الفني.
رغم نجوميتها وشهرتها، إلا أن رانيا حافظت على تواضعها وبساطتها، مما جعلها مفضلة لدى الكثيرين.
حصلت رانيا فريد شوقي على العديد من الجوائز والتكريمات على مدار مشوارها الفني، ومنها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الباشا تلميذ"، وجائزة أفضل فنانة مسرحية عن دورها في مسرحية "سيدتي الجميلة".
في عام 2019، تم تكريم رانيا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعُرض لها فيلم وثائقي بعنوان "رانيا فريد شوقي.. حياة فنية"، يسرد مسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات.
رانيا فريد شوقي فنانة استثنائية تركت بصمتها في تاريخ الفن العربي. فهي ممثلة موهوبة، ومؤدية مسرحية متألقة، وإنسانة خيرية ذات قلب كبير.
تُجسد رانيا نموذجًا للمرأة العربية القوية والمستقلة، التي استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا في مجال صعب وتنافسي، وأن تُصبح مثالًا يحتذى به للأجيال القادمة.