ربيع الأول.. أبرز الأحداث التي وقعت في هذا الشهر المبارك




الحديث عن شهر ربيع الأول، يذكرنا بمولد خير خلق الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ففي هذا الشهر الميمون، أشرقت شمس الإسلام، وبدأت رحلةُ النور التي أضاءت الدنيا بنور الحق والهدى.

مولد النبي الكريم

في الثاني عشر من ربيع الأول، الموافق لعشرين أبريل من عام 571 ميلادي، "الف عامٍ من قبل الفيل"، في مدينة مكة المكرمة، وفي شعب من شعابها المُعظمة (شعب عامر بن لؤي)، ولد أعظم خلق الله، سيدنا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

كانت ولادته -عليه الصلاة والسلام- في زمنٍ غارق في الجهل والظلم، فكان شعاع نورٍ أضاء هذا الزمان، وبدَّد الظلمات، وأرسله الله رحمةً للعالمين.

مبايعة العقبة

بعد مبعث النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين، حدثت مبايعة العقبة الأولى، والتي تمت في موسم الحج، حيث بايع 12 رجلاً من الأنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام، ونصرة دينه ودعم دعوته.

وفي العام التالي، تمت مبايعة العقبة الثانية، والتي كان لها أثرٌ كبيرٌ في نشر الإسلام، حيث بايع 73 رجلاً وامرأتان من يثرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبايعوا على الجهاد والمناصرة والنصرة.

هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-

بعد دعوته -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة لمدة ثلاثة عشر عاماً، ولقائه من أهلها كل أنواع الأذى والاضطهاد، هاجر -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب (المدينة المنورة)، وذلك في الثاني عشر من ربيع الأول، الموافق لـ 24 سبتمبر من عام 622 ميلادي.

إعلان المدينة المنورة

بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، أسس فيها أول دولة إسلامية، وأقام فيها مجتمعاً إسلامياً مثالياً، أسس فيه دستور المدينة المنورة، والذي كان حجر الأساس لأول دولة إسلامية في التاريخ.

كان لهذا الإعلان دور كبير في تنظيم العلاقات بين المسلمين وبين أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، حيث ضمن لهم الحرية الدينية والعيش الآمن في كنف الدولة الإسلامية.

غزوة بدر الكبرى

في السابع عشر من شهر ربيع الأول من العام الثاني للهجرة، وقعت غزوة بدر الكبرى، والتي كانت أولى المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام، حيث انتصر فيها المسلمون -برغم قلة عددهم وضعف إمكانياتهم- على المشركين، بفضل إيمانهم القوي وصدقهم مع الله -تعالى-.

وكانت هذه الغزوة من أهم الأحداث في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث أظهرت قوة المسلمين وعزيمتهم، وأثبتت أن الإسلام دين حق، لا يقدر عليه أحد.

أحداث أخرى
  • في ربيع الأول من عام 18 هـ، توفي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أول الخلفاء الراشدين.
  • وفي ربيع الأول من عام 33 هـ، توفي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثاني الخلفاء الراشدين.
  • وفي ربيع الأول من عام 35 هـ، توفي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين.
  • وفي ربيع الأول من عام 40 هـ، توفي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- رابع الخلفاء الراشدين.
ختاماً

شهر ربيع الأول يحمل لنا الكثير من العِبَر والدروس، فهو الشهر الذي ولد فيه سيد الخلق، وهاجر فيه من مكة إلى المدينة، وأسس فيه أول دولة إسلامية، وانتصر فيه على أعدائه، وأعلن فيه دستور المدينة المنورة، والذي كان حجر الأساس لأول دولة إسلامية في التاريخ.

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع هدي نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وأن نستفيد من سيرته العطرة، وأن نحيي في قلوبنا معاني التسامح والمحبة والسلام.