رشا سامي العدل: من نورماندي إلى الريادة في مجال الطاقة المتجددة

عاشت الدكتورة رشا سامي العدل، رئيسة شركة جهينة للطاقة المتجددة، طفولتها في قلب المعارك الدائرة على أراضي نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث مارست البالغون من حولها بطولات الصمود والتضحية والفداء، وشهدت الفتاة الصغيرة معاناة شعبها وحرمانه، فتربت على حب الوطن والإنسانية.
وعندما حان وقت اختيار مسارها التعليمي، وقع اختيار العدل على كلية الهندسة، فكانت تلميذة مشرقة تعشق الرياضيات وتحل المسائل المعقدة بشغف كبير، وقد ساعدها هذا الشغف في التفوق دراسياً.
نورماندي.. نقطة البداية
ولدت الدكتورة رشا العدل في نورماندي، المدينة الفرنسية التي شهدت معارك عنيفة خلال الحرب العالمية الثانية، وهي مسقط رأس والدتها، كما كان لوالدها الذي كان طبيباً دور كبير في حبها للناس وخدمتهم.

تقول العدل: "لقد نشأت في بيئة بسيطة متواضعة، لكنها كانت مليئة بالحب والدفء، تعلمت فيها معنى التضحية والوفاء، وعندما عدنا إلى مصر كنت طفلة في الحادية عشرة من عمري، وكان علي التكيف مع بيئة جديدة وبلد مختلف، لكنني وجدت الدعم والترحيب من عائلتي وأصدقائي، وسرعان ما أحببت وطني الجديد".

شغف الهندسة والطاقة المتجددة

ولطالما كانت العدل شغوفة بالعلوم والتكنولوجيا، فكان اختيارها لدراسة الهندسة طبيعياً، وتحديداً تخصص الهندسة الميكانيكية، والذي مكنها من الجمع بين حبها للرياضيات والفيزياء والتطبيقات العملية، كما أنها كانت من أوائل من آمنوا بأهمية الطاقة المتجددة، وقررت التخصص فيها، مؤمنة بأنها مستقبل الطاقة في العالم، وأنها يمكن أن تساعد في حل مشاكل التلوث وتغير المناخ التي تواجه كوكبنا.

وتقول العدل: "لطالما كنت مهتمة بالبيئة، وأعتقد أن الطاقة المتجددة هي الطريق إلى مستقبل أكثر استدامة، فهي لا تلوث البيئة، ومتجددة، ولديها القدرة على توفير الطاقة للجميع".
رحلة النجاح
بدأت العدل حياتها المهنية كمهندسة في شركة نفط، لكنها سرعان ما انتقلت إلى مجال الطاقة المتجددة، حيث عملت في العديد من الشركات العالمية، واكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال.
وفي عام 2014، أسست العدل شركة جهينة للطاقة المتجددة، وهي شركة رائدة في مجال الطاقة المتجددة في مصر، وقد نجحت الشركة في تنفيذ العديد من المشاريع الناجحة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتقول العدل: "لقد واجهت العديد من التحديات خلال مسيرتي المهنية، لكنني لم أستسلم أبداً، لقد كنت مصممة على إحداث فرق في مجال الطاقة المتجددة، وأعتقد أننا حققنا تقدماً كبيراً في جهينة، ونحن ملتزمون بمواصلة العمل الجاد نحو مستقبل أكثر استدامة".
التكريمات والجوائز
حصلت العدل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعملها في مجال الطاقة المتجددة، منها جائزة المرأة العربية لعام 2019، وجائزة الريادة في مجال الطاقة المتجددة من الاتحاد الأوروبي لعام 2020.
وتقول العدل: "أنا فخورة للغاية بهذه الجوائز، لكنني أعتقد أن أكبر جائزة هي رؤية التأثير الإيجابي الذي تحدثه جهينة في مجال الطاقة المتجددة، وآمل أن يلهم عملنا الآخرين على اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ".
نصائح للنساء الطموحات
تقدم العدل بعض النصائح للنساء الطموحات اللاتي يسعين إلى النجاح في مجال الطاقة المتجددة:

آمني بنفسك: لا تدعي الشكوك أو الخوف يمنعك من متابعة أحلامك، ثق بنفسك وقدراتك، ويمكنك تحقيق أي شيء تضعين في ذهنك.
كوني مثابرة: لن تكون الرحلة سهلة دائمًا، لكن المثابرة هي المفتاح، لا تستسلمي أبدًا، وواصل العمل الجاد، وستحققين أهدافك في النهاية.
اطلبي المساعدة: لا تخجلي من طلب المساعدة عندما تحتاجين إليها، هناك العديد من الأشخاص الذين يرغبون في مساعدة النساء الناجحات، فلا تترددي في التواصل معهم.
كوني قدوة: عندما تحققين النجاح، كوني قدوة للنساء الأخريات، وأريهمن أنه يمكن تحقيق أي شيء من خلال العمل الجاد والتفاني.