رغيد الططري.. العميد الأسير الذي دخل السجن بالرفض وخرج بالصبر
تدور قصة "رغيد الططري" حول طيار سوري أسير حرب قضى 43 عامًا وراء القضبان بسبب رفضه قصف مدينته حماة في عام 1981، في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، الذي يوصف عهده بأنه من أكثر العهود قمعًا ووحشية في تاريخ سوريا الحديث. وبالرغم من أنه كان ملازمًا أول في السلاح، إلا أنه أبى أن يطلق نيرانه على أبناء شعبه، فتم اعتقاله على الفور دون محاكمة.
رحلة العذاب الطويلة
เริ่มต้น رحلة عذاب الطيار الططري في سجن تدمر سيئ السمعة، أحد أكثر السجون قسوة في العالم، حيث تعرض خلال فترة اعتقاله للتعذيب الجسدي والنفسي، وحرم من أبسط حقوق الإنسان طوال هذه السنوات. وعانى من ظروف السجن غير الصحية ونقص الرعاية الطبية، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
ويقول الططري في إحدى مقابلاته بعد الإفراج عنه: "كانت بداية اعتقالي في سجن تدمر لمدة 26 عامًا، عانيت خلالها من أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، حيث كنت أتعرض للضرب المبرح والحرمان من الطعام والنوم لفترات طويلة".
الأمل والإصرار
رغم كل ما تعرض له الططري من ظروف اعتقال سيئة ومعاملة قاسية، إلا أنه تمسك بالأمل والإصرار، ورفض الاستسلام لليأس الذي كان يحيط به. ولقد وجد العزاء في الكتب والقراءة، حيث كان يقرأ في السجن ما يصل إلى 10 ساعات في اليوم.
ويقول الططري: "كنت أهرب من واقع السجن المرير بقراءة الكتب، لقد قرأت جميع أنواع الكتب من الأدب إلى التاريخ والفلسفة، كانت القراءة هي ملاذي الآمن الذي يسمح لي بالفرار من جدران السجن".
الإفراج المفاجئ
وبعد 43 عامًا من الاعتقال التعسفي، أفرجت السلطات السورية عن الططري بشكل مفاجئ في عام 2023 دون الكشف عن الأسباب. وقد أثار الإفراج عنه موجة من الفرح والاحتفالات في جميع أنحاء سوريا والعالم العربي.
الرسالة النبيلة
يعتبر الطيار رغيد الططري رمزًا للصمود والإرادة، ومثالًا للتضحية من أجل المبادئ والقيم الإنسانية. وقد ألهمت قصته الكثيرين في الوقوف ضد الظلم والقمع.
وفي ختام رحلته الطويلة، وجه الططري رسالة للجميع، قائلاً: "مهما كانت الصعوبات التي تواجهونها، لا تيأسوا أبدًا. حافظوا على أملكم وإصراركم. لا تدعوا الظلام يطفئ نوركم الداخلي. قاتلوا من أجل ما تؤمنون به، حتى لو كان الطريق طويلًا وصعبًا".
إن قصة الطيار رغيد الططري هي شهادة على قوة الروح البشرية وقدرتها على التغلب على الظروف الصعبة، وهي تذكرة بأن النضال من أجل الحرية والعدالة يستحق دائمًا كل جهد وتضحية.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here