رغيف العيش

كنت دائما أرى جدتي وهي تضم العجين بحنان بين يديها، وعندما تسألها عن سر تلك النظرة تقول لي: "إنه سر الحياة يا حفيدي، عندما تعجن العجين بعناية، فإنك تعجن أحلامك وطموحاتك معه."

لقد علمتني هذه العجوز الحكيمة الكثير عن رغيف العيش، علمتني أنه ليس مجرد قطعة خبز، بل هو عمل فني مصنوع من مكونات بسيطة مثل الدقيق والماء والخميرة، ولكنه يرمز إلى الكثير. يمثل جهد الفلاح الذي زرع القمح، وتعب الطحان الذي حوله إلى دقيق، وعناية الخباز الذي أتقن صنعته.

• فهو غذاء الفقراء: رغيف العيش هو الغذاء الذي يجمع بين الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية، فهو طعام الجميع، لا يفرق بين غني وفقير، أو كبير وصغير.
• وهو رمز للبركة: كان أجدادنا يعتقدون أن رغيف العيش يجلب البركة والرزق، لذلك كانوا يكرمونه ولا يتركونه على الأرض أبدًا.
• وهو رمز للوحدة: عندما نجتمع حول مائدة الطعام، فإننا نشارك معًا رغيف العيش، وهذا يرمز إلى وحدتنا وتماسكنا.

وبينما تتطور الحياة وتتغير، فإن أهمية رغيف العيش تبقى ثابتة، فهو يرمز إلى تلك الأشياء الأساسية التي نحتاجها في الحياة: الطعام والمأوى والأسرة.

لذلك، في كل مرة تأكل فيها رغيف العيش، تذكر رمزيته وتاريخه العريق، وتذكر أن هذا الرغيف أكثر من مجرد طعام، إنه رمز للحياة ذاتها.

كم هو رائع أن يكون هناك شيء بسيط مثل رغيف العيش، يمكنه أن يحمل في طياته كل هذه المعاني العميقة، وأن يلمس قلوبنا جميعًا.