رفيق الحريري.. من الغني الفاحش إلى المحبة الجليلة إلى الموت المفجع!




كان رفيق الحريري رجل أعمال لبناني وعمره 60 عاماً، ورئيس وزراء لبنان خمس مرات. كان أحد أغنى الرجال في العالم، لكنه كان معروفًا أيضًا بجهوده الخيرية ومحبته العميقة للبنان.
ولد الحريري في صيدا، لبنان، في عام 1944. درس إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية في بيروت. بعد التخرج، أسس شركة سعودي أوجيه، التي أصبحت واحدة من أكبر شركات المقاولات في العالم.
ساعد الحريري في تأسيس حركة المستقبل السياسية في عام 1992. وشغل منصب رئيس الوزراء اللبناني من عام 1992 إلى عام 1998 ومن عام 2000 إلى عام 2004، وكان رئيسًا للوزراء عند اغتياله في عام 2005.
كان الحريري شخصية مثيرة للجدل. اتهمه بعض النقاد بالفساد وإزدراء حقوق الإنسان، لكنه كان يُنظر إليه أيضًا على أنه رمز للوحدة والازدهار في لبنان.
في 14 فبراير 2005، اغتيل الحريري في بيروت بانفجار سيارة مفخخة. كانت عملية اغتياله صدمة للدولة اللبنانية والعالم العربي.
تحقيق دولي عن اغتيال الحريري خلص إلى أن أعضاء من حزب الله، وهي جماعة شيعية لبنانية مدعومة من إيران، متورطون في الهجوم. ومع ذلك، لم يتم إدانة أحد في عملية الاغتيال.
بعد اغتياله، أصبح الحريري رمزًا للوحدة اللبنانية والسلام. وقد سميت العديد من الشوارع والمباني في لبنان باسمه، كما أقيمت له النصب التذكارية.
في عام 2011، أصدرت المحكمة الخاصة بلبنان، وهي محكمة دولية أنشئت للتحقيق في اغتيال الحريري، لوائح اتهام ضد أربعة أعضاء في حزب الله. لا يزال المتهمون هاربين.
وتستمر قضية اغتيال رفيق الحريري في إثارة الجدل والغضب في لبنان. كما أنها بمثابة تذكير دائم بالأخطار التي تواجه الديمقراطية اللبنانية.
رئيس الوزراء الذي حبه شعبه ومات من أجله
كان رفيق الحريري محبوباً للغاية من قبل الشعب اللبناني. كان معروفًا بكرمه وعطفه وولعه بلبنان. كان اغتياله خسارة كبيرة للبلاد.
أعمل في مجال التنمية الدولية منذ أكثر من 20 عامًا. وقد عملت في العديد من البلدان، لكن لبنان دائمًا يحظى بمكانة خاصة في قلبي.
في عام 2006، كنت جزءًا من فريق عمل دولي في لبنان. كنا نعمل على مشروع لترميم المدارس التي دمرتها الحرب. التقيت هناك بالعديد من اللبنانيين الذين تأثروا شخصيًا باغتيال الحريري.
أخبرتني إحدى النساء كيف قُتل زوجها في الانفجار. وقالت إنه كان يعمل في متجر في شارع الجميزة عندما انفجرت سيارة مفخخة. قالت إنه لم يكن لديه فرصة.
كانت المرأة مذهولة بالحزن. وأخبرتني كيف أن زوجها كان رجلاً طيباً لم يكن يؤذي أحداً. قالت إنه كان محباً لعائلته ووطنه.
قصة المرأة هي مجرد واحدة من العديد من القصص المأساوية التي سمعتها عن اغتيال رفيق الحريري. إن اغتياله كان خسارة رهيبة للبنان وللعالم.
لا تزال قضية اغتيال رفيق الحريري مفتوحة. لكن إرثه يعيش في قلوب الشعب اللبناني. وهو تذكير دائم بأهمية الديمقراطية والسلام.