ريم حامد.. فنانة نبعت من رحم المعاناة لتشعل في سمائنا نجوم الأمل




في عالم الفن، ثمة قصص نجاح مبهرة، ولكن قصة ريم حامد فنانة سعودية، تحمل في طياتها معنى مختلفًا، إنها قصة كفاح وإرادة وعشق للفن، انطلقت من رحم المعاناة لتشعل في سمائنا نجوم الأمل.


ولدت ريم حامد في مدينة جدة، في حي بسيط، وسط ظروف صعبة، لكن حبها للرسم كان كالطوق الذي أنقذها من واقعها القاسي، فكانت تقضي ساعات طويلة في رسم كل ما تقع عليه عيناها.

بداية الرحلة:

دخلت ريم عالم الفن التشكيلي من خلال الصدفة، حين اكتشف معلمها موهبتها في الرسم وأقنع والدها بالسماح لها بدراسة الفن، فالتحقت بأكاديمية الفنون في جدة، وكانت طالبة متفوقة، شاركت في العديد من المعارض الفنية، ونالت جوائز عديدة.

معاناة وإصرار:


لكن رحلة ريم لم تكن سهلة، فقد واجهت العديد من الصعوبات والتحديات، حيث كانت تعاني من مرض جلدي مزمن، وكان يتطلب منها استخدام أدوية قوية تؤثر على بشرتها وأعصابها، ولكنها لم تستسلم لشبح المرض، بل صار دافعًا لها لتتحدى كل الظروف وتثبت أن الإرادة أقوى من كل الصعوبات.


تقول ريم: "كان الرسم ملاذي الوحيد، كان الطريقة التي أهرب بها من الواقع وأعبر عن نفسي، لم أكن أريد أن أستسلم للمرض، أردت أن أحيا وأترك بصمتي في هذا العالم."

الفن من أجل الإنسانية:


لا يقتصر فن ريم حامد على موهبتها في الرسم، بل يتعداه ليكون رسالة سامية ودعوة لنشر الأمل والتفاؤل، فهي تستخدم لوحاتها للتعبير عن معاناة المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحاول تسليط الضوء على قضايا إنسانية مهمة.


شاركت ريم في العديد من الحملات الإنسانية، ورسمت لوحات فنية لدعم الجمعيات الخيرية والمستشفيات، وتقول: "أريد أن يكون فني نافذة أمل لمن يعانون، أريد أن أقول لهم أنكم لستم وحدكم، أن هناك من يفهم معاناتكم ويرسم الابتسامة على وجوهكم."

إشادة وتقدير:


حظيت ريم حامد بتقدير وإشادة واسعة على المستويين المحلي والدولي، فقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة "الفنانة المتميزة" من وزارة الثقافة السعودية، وجائزة "الأمل المبدع" من منظمة الصحة العالمية.


كما أقيمت معارض فنية لأعمالها في العديد من البلدان العربية والأجنبية، وحققت لوحاتها نجاحًا كبيرًا لدى النقاد والجمهور.

إلهام للأجيال:


أصبحت ريم حامد مصدر إلهام للأجيال الشابة، فهي مثال على أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبا على أي تحديات، وأن الأمل والتفاؤل هما شعلة تضيء ظلام الحياة، فهي تقول: "لا تدعوا الظروف القاهرة تعيق أحلامكم، آمنوا بأنفسكم، واعملوا بجد، وسوف تحققون نجاحكم الخاص."

حوار مع الفنانة ريم حامد:

- ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال فنك؟


أن الفن يمكن أن يكون بلسما لجراحنا، وأنه يمكن أن ينشر الأمل والتفاؤل في نفوس الآخرين، وأننا جميعًا نستحق السعادة والعيش بكرامة.

- كيف تتغلبين على التحديات التي تواجهينها بسبب مرضك؟


بطبيعتي لست شخصًا مستسلمًا، أومن بقوة الإرادة، وأعرف أن كل تحدي يمكن أن يكون فرصة لنمو وتطور، وذلك ما أحاول أن أنقله للآخرين من خلال فني.

- من هو الشخص الذي أثر فيك بشكل كبير؟


والدتي، كانت امرأة صبورة وقوية، علمتني ألا أستسلم مهما كانت الظروف، وأن أواجه الصعوبات بابتسامة، وهي التي غرست فيَّ حب الفن.

- ما هي طموحاتك المستقبلية؟


أحلم بأن يكون لي متحف خاص بي، أستطيع من خلاله مشاركة فني مع العالم، ونشر رسالتي الأمل والتفاؤل، وأن أستمر في دعم القضايا الإنسانية التي أؤمن بها.

ريم حامد، فنانة استثنائية، تجاوزت آلامها ومعاناتها لتشعل في سمائنا نجوم الأمل، قصة نجاحها درس للجميع، عن الإرادة والعزيمة، وعن أن الفن يمكن أن يكون نافذة أمل لمن يعانون، ورسالة تفاؤل لكل من فقد الأمل، فليكن فنها مصدر إلهام لنا جميعًا.

فلتستمر ريم في رسم الأمل ونشر الجمال في عالم يحتاج بشدة إلى كليهما، ولتكن لوحاتها بلسما لجراحنا، ووقودًا لشعلة أملنا.