كان الشيخ سارية الرفاعي، رحمه الله، من أبرز علماء الدين وأكثرهم تأثيراً في سوريا والعالم العربي. فقد وهب حياته للدعوة الإسلامية، ونشر العلم والمعرفة، والدفاع عن الحق والعدل.
ولد الشيخ سارية في دمشق عام 1948، ونشأ في أسرة علمية عريقة، فوالده هو الشيخ عبد الكريم الرفاعي، أحد كبار علماء سوريا، وشقيقه هو الشيخ أسامة الرفاعي، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة.
تلقى الشيخ سارية تعليمه الديني في معاهد سوريا ومصر، حيث درس علوم الشريعة الإسلامية والفقه والتفسير والحديث، وتخرج وحصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية أصول الدين في الأزهر الشريف.
بعد تخرجه، عاد الشيخ سارية إلى دمشق وعمل في مجال الدعوة الإسلامية، فأسس العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وألقى الدروس والمحاضرات في المساجد والجامعات. كما شارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية داخل سوريا وخارجها، ودافع عن قضايا الأمة الإسلامية، ونشر رسالة الإسلام السمحة التي تدعو إلى التسامح والسلام.
ولم يقتصر عمل الشيخ سارية على مجال الدعوة الإسلامية، بل تعداه إلى المجال السياسي، فقد كان من أبرز المعارضين لنظام الأسد المجرم، ودعا الشعب السوري إلى الثورة ضد الظلم والطغيان. كما كان من أوائل العلماء الذين أفتوا بوجوب الجهاد للدفاع عن سوريا ضد النظام المجرم وحلفائه.
وبسبب مواقفه المناهضة للنظام، تعرض الشيخ سارية للاعتقال والمضايقات من قبل أجهزة الأمن السورية، الأمر الذي اضطره إلى مغادرة سوريا واللجوء إلى تركيا، حيث واصل دعوته ونضاله ضد النظام المجرم.
وفي عام 2016، توفي الشيخ سارية الرفاعي في إسطنبول عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا علميًا ودعويًا عظيمًا. وقد نعاه عدد كبير من علماء الدين والسياسيين والشخصيات الاجتماعية، الذين أشادوا بمناقبه العظيمة ودوره في نشر الإسلام والوقوف إلى جانب الحق والعدل.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here