يومًا ما، كنت أمشي في شارع مكتظ بالمارة، رأيت ملصقًا يحمل صورة رجل ذي شارب كثيف وعيون حادة، وُضع تحتها اسم "سالم العلي الصباح". لم أكن أعرف من هو هذا الرجل، لكنني شعرت بالفضول لمعرفة المزيد.
عندما عدت إلى المنزل، بحثت عن "سالم العلي الصباح" على الإنترنت. اكتشفت أنه كان رسام كاريكاتير كويتيًا مشهورًا اشتهر برسوماته الساخرة التي تنتقد الظلم الاجتماعي والسياسي في العالم العربي. ولد سالم العلي عام 1930 في مدينة الكويت، وبدأ الرسم في سن مبكرة. نشر رسمه الكاريكاتيري الأول في عام 1953، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد أشهر رسامي الكاريكاتير في المنطقة.
كانت رسومات سالم العلي قوية ومؤثرة. لم يتردد في انتقاد الأنظمة العربية الفاسدة، فضلاً عن السياسات الغربية التي رأى أنها تضر بالمصالح العربية. غالبًا ما كانت رسوماته الكاريكاتورية مضحكة، لكنها كانت تحمل أيضًا رسالة جادة. أراد سالم العلي تسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية والسياسية التي واجهها العالم العربي، ودفع الناس إلى التفكير في كيفية حل هذه المشاكل.
واحدة من أكثر الرسوم الكاريكاتورية شهرة لسالم العلي هي رسمة بعنوان "القط والفأر". يظهر رسم الكاريكاتير قطًا سمينًا يمثل إسرائيل، وفأرًا صغيرًا يمثل العالم العربي. القط يتأرجح بفأس فوق فأر بينما يصرخ الفأر: "لا للضمير!".
واجه سالم العلي العديد من التحديات على مدار حياته المهنية. تعرضت رسومه الكاريكاتورية للرقابة وصادرتها السلطات في كثير من الأحيان. كما تلقى تهديدات بالقتل من حكومات عربية وإسرائيلية مختلفة.
لكن سالم العلي لم يتراجع أبدا عن انتقاد الظلم. قال ذات مرة، "رسوماتي هي سلاحي. سأقاتل بها حتى النهاية".
توفي سالم العلي عام 2016 عن عمر يناهز 85 عامًا. ولاتزال رسومه الكاريكاتورية ملهمة للناشطين والرسامين الكاريكاتيريين في جميع أنحاء العالم. إنه رمز لحرية التعبير، وسيُذكر دائمًا بجرأته والتزامه بالعدالة الاجتماعية.
في المرة التالية التي ترى فيها رسومًا كاريكاتورية لسالم العلي، تذكر الرجل الذي وقف وراءها. تذكر شجاعته والتزامه بالعدالة الاجتماعية. ودع رسوماته تلهمك على التحدث ضد الظلم في كل مكان.