في مدينة نابلس الفلسطينية، ولد سالم العلي عام 1936، لم يكن يعلم حينها أن اسمه سيصبح مرادفًا للنضال والحرية في كل أنحاء العالم العربي.
الفارس الفلسطينيأطلق العلي على نفسه اسم "الفارس الفلسطيني"، ورسم نفسه في شخصية فارس عربي يرتدي ثيابًا بالية، ويحمل سيفًا مكسورًا، وعيونًا حزينة تعكس مرارة الواقع الذي يعيشه شعبه.
لم تكن رسوم العلي مجرد مناظر جمالية، بل كانت تعبيرًا صارخًا عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. فبخطوطه القوية وألوانه الداكنة، وثق العلي الألم والظلم الذي ألحقه الاحتلال بالمدنيين العزل.
سرعان ما انتشرت رسومات العلي في جميع أنحاء العالم العربي، وأصبحت بمثابة رمز عالمي للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال. وُوسمت الجدران والمباني والمنشورات بمفاهيمه الساخرة التي تجسد المعاناة والقوة في آن واحد.
هدى وصبريإلى جانب دوره كرسام كاريكاتوري، كان العلي أيضًا كاتبًا ومخرجًا. وأشهر أعماله المسرحية هما "هدى" و"صبري"، اللتان تصوران حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال بطريقة مؤثرة.
جائزة لينين للسلامفي عام 1983، حاز سالم العلي على جائزة لينين للسلام تقديرًا لجهوده في دعم السلام العالمي. غير أن فوزه لم يلق استحسان حكومات عربية عديدة، وحتى اليوم لا تزال أعماله محظورة في بعض الدول.
في 22 يوليو 1994، اغتيل سالم العلي في لندن في ظروف غامضة. وكان قد تلقى تهديدات بالقتل من عدة جهات مختلفة، ولم يتم الكشف عن قاتليه حتى اليوم.
إرث خالدوعلى الرغم من رحيله المبكر، إلا أن إرث سالم العلي لا يزال حيًا حتى اليوم. فرسوماته الكاريكاتورية تتميز بالجرأة والصدق والعمق الذي لا يزال يتردد صداه في قلوب المظلومين في كل مكان.
يُعتبر سالم العلي أحد أهم الرسامين الكاريكاتوريين في العالم العربي، ومن أعظم رموز النضال الفلسطيني. ستظل رسومه مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودليلًا على أن الفن يمكن أن يكون سلاحًا قويًا ضد الظلم والطغيان.
"الفن ليس ترفًا، إنه ضرورة. إنه سلاح للمقاومة ومواجهة الواقع."