ستوديو الأهرام: رحلة عبر الزمن في قلب الصحافة المصرية




هل سمعتم من قبل عن "ستوديو الأهرام"؟ إنه المكان الذي وثق لأهم لحظات التاريخ المصري والعربي على مدار أكثر من قرن. إنه استوديو التصوير الفوتوغرافي الذي شهد على انطلاقة الثورات والحروب والانتصارات والهزائم.

تخيلوا أنتم تسيرون على خطى عمالقة الصحافة المصرية داخل هذا الاستوديو. ستجدون صور جمال عبد الناصر وهو يقف أمام ميكروفون الإذاعة معلناً تأميم قناة السويس، وستشاهدون صورة أنور السادات وهو يتسلم جائزة نوبل للسلام بعد حرب أكتوبر المجيدة.

ولن ننسى أيضًا صور الوفد المصري في مؤتمر الصلح، والتي وثقت لحظات النضال المصري من أجل الاستقلال. أو صور حرب 67 وهي شاهدة على التضحيات التي قدمها شعب مصر. وستجدون صورة أخيرة مؤثرة تجمع بين المشير عبد الحليم أبو غزالة والرئيس السادات بعد حرب أكتوبر.

قصص خلف الصور

وراء كل صورة قصة، وداخل ستوديو الأهرام تجدون الكثير من القصص. أحكي لكم واحدة منها: صورة الرئيس السادات أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام. كان من المفترض أن يتم التقاط الصورة في الجناح الرئاسي، ولكن حدث خلل فني في الكاميرات. فما العمل؟

فجأة، اقترح أحد المصورين التقاط الصورة في استوديو الأهرام المجاور. وبالفعل، تم تهيئة الاستوديو سريعًا، وتم التقاط الصورة التي أصبحت رمزًا للسلام. تلك الصورة التي ستبقى محفورة في ذاكرة المصريين إلى الأبد.

الأهرام وإرث الأجيال

ستوديو الأهرام ليس مجرد مكان لالتقاط الصور. إنه متحف حي يحتضن تراثنا وثقافتنا. إنه جزء لا يتجزأ من تاريخ الصحافة المصرية، ولا يزال حتى اليوم يواصل توثيق الأحداث وكتابة تاريخ مصر.

إن زيارة ستوديو الأهرام هي رحلة عبر الزمن، رحلة تحكي عن نضال شعبنا وإنجازاته. إنها رحلة تجعلنا نفخر بتاريخنا وتزيد من إيماننا بمستقبلنا. لذلك، إذا سنحت لكم الفرصة، فلا تفوتوا زيارة هذا المكان الساحر.

ولكن انتبهوا، استعدوا لأن تُذهلكم الصور المعروضة وتثير فيكم الكثير من المشاعر. فهذه الصورة ليست مجرد صور، إنها تاريخ، وهي جزء منا. إنها ذاكرتنا الجماعية التي يجب علينا الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

فلتحيا الصحافة المصرية، ولتعش الأهرام، وليحيا ستوديو الأهرام، الشاهد الأمين على تاريخنا المجيد.