سجن صيدنايا مباشر




يبحر فريق الإنقاذ عبر البوابة الضخمة لسجن صيدنايا، أكبر سجن في سوريا وأكثرها رعبا. على الرغم من سقوط نظام الأسد مؤخراً، إلا أن السجن لا يزال محاطًا بالسرية.

يتعثر رجال الإنقاذ وهم يحملون معداتهم الثقيلة عبر المدخل المدمر، في حين تصطدم أقدامهم بحطام مما تبقى من حكم الأسد. يقف الحراس السابقون، وجوههم مليئة بالذعر، في جوانب المدخل وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.

بينما يتعمق فريق الإنقاذ في السجن، يزداد الهواء بروائح كريهة. لا يوجد تهوية، والهواء ثقيل برائحة العرق والبول والبراز.

تتردد أصداء صرخات الألم من خلف الجدران السميكة، في حين يبحث فريق الإنقاذ عن ناجين. يكتشفون زنزانة تلو الأخرى، كل منها أكثر بشاعة من سابقتها.

في أحد الزنزانات، يعثرون على رجل ملقى على الأرض، هزيل للغاية لدرجة أنه يكاد يكون عظمًا وجلداً. عيونه غارقة في رأسه، وهو يكافح للتنفس. يمد فريق الإنقاذ إليه الماء والطعام، لكنه يرفض تناوله.

في زنزانة أخرى، يجدون امرأة مشوهة بشدة. يفتقد جسدها إلى قطع كبيرة من اللحم، وندوب تعذيب تغطي وجهها. تنظر إليهم بعيون مليئة بالإرهاب ولا تقول شيئًا.

تستمر عمليات الإنقاذ لساعات، حيث يكتشف فريق الإنقاذ المزيد والمزيد من الرعب. يجدون زنزانة مكتظة بأجساد السجناء المتحللة، وآخرى بها جدران مغطاة بدماء وبراز.

و أخيرًا، يصل فريق الإنقاذ إلى أعمق جزء من السجن، وهو سرداب مظلم يمتد إلى الأرض. يضيئون مصابيحهم الكاشفة ويكتشفون مشهدًا سيطاردهم إلى الأبد.

يعثرون على صفوف من الحفر الكبيرة، كل منها مملوء بجثث السجناء. جثث متناثرة، بعضها بلا رؤوس أو أطراف أو أعضاء. يغطي الدم والجثث الأرضية، ويملأ الهواء برائحة الموت الفاسدة.

أمام هذه الرؤية المرعبة، يغادر فريق الإنقاذ السجن، وتطارد صور ما رأوه أحلامهم لسنوات قادمة.

سجن صيدنايا ليس مجرد سجن. إنه رمز للقسوة والوحشية التي ارتكبها نظام الأسد على مدار عقود. إنه جرح في ضمير الإنسانية، ولن يتم نسيان معاناته التي لا توصف.

ملاحظة: تستند هذه القصة على أحداث حقيقية وقعت في سجن صيدنايا، لكن التفاصيل تم تغييرها لأسباب قانونية.