سعر البنزين في مصر

منخفضة ومرنة.. ما قصة قرارات سعر البنزين في مصر؟

لطالما كان سعر البنزين في مصر نقطة نقاش عند المصريين، فمتى ما ارتفع السعر يثور المصريون ويحتجون، ومتى ما تم تخفيض السعر يعم البهجة والسرور، ووسط هذه الاحتجاجات والمشاعر المتضاربة يظل سعر البنزين في مصر لغزًا محيّرًا

تعتبر الحكومة المصرية المُسيطرة الوحيدة على سوق البنزين في مصر، فهي التي تستورده وتوزعه، وهي التي تحدد سعره أيضًا، وقد أدى هذا الاحتكار الحكومي إلى غياب المنافسة وارتفاع الأسعار، ففي الوقت الذي يمكن أن يكون فيه سعر البنزين في دول أخرى أقل، يُمكن أن يرتفع في مصر بسبب احتكار الحكومة للسوق.

تستورد مصر معظم احتياجاتها من البنزين من الخارج، حيث تعتمد بشكل كبير على دول الخليج العربي، ومعظم البنزين الذي يتم استيراده هو بنزين مُكرر، أي أنه يحتاج إلى معالجة إضافية قبل استخدامه، وعلى الرغم من وجود مصافٍ لتكرير البترول في مصر، إلا أنها لا تفي بالاحتياجات المحلية.

في عام 2014، قررت الحكومة المصرية رفع أسعار البنزين لأول مرة منذ سنوات، وشهدت هذه الزيادة احتجاجات واسعة النطاق، لكن الحكومة صممت على موقفها، وبررت رفع الأسعار بارتفاع أسعار النفط عالميًا، منذ ذلك الحين، رفعت الحكومة أسعار البنزين عدة مرات، كان آخرها في شهر مارس 2023، حيث ارتفع سعر اللتر بنحو 25 قرشًا.

وعلى الرغم من هذه الزيادات المتتالية، إلا أن سعر البنزين في مصر لا يزال منخفضًا نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى، وذلك لأن الحكومة تدعم أسعار الوقود من خلال صندوق خاص، مما يقلل من العبء على المواطنين.

يعتبر دعم الوقود في مصر أحد أهم أدوات الحماية الاجتماعية التي تقدمها الحكومة للمواطنين، وهو نظام يضمن توفير الوقود بأسعار معقولة للجمهور، يتم تمويل صندوق دعم الوقود من خلال الضرائب المفروضة على الوقود المستورد، بالإضافة إلى بعض الضرائب الأخرى، وقد أدى نظام الدعم إلى خفض أسعار الوقود في مصر بنسبة كبيرة، مما أفاد الملايين من المواطنين.

في الوقت الحالي، لا توجد بدائل حقيقية للبنزين في مصر، حيث تعتمد البلاد بشكل شبه كامل على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتها من الطاقة، ومع ذلك، هناك جهود جارية لاستكشاف مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الاعتماد على البنزين في المستقبل.

يؤثر سعر البنزين في مصر على حياة المصريين بطرق عديدة، فارتفاع أسعار البنزين يمكن أن يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل، مما يضع ضغطًا على ميزانيات الأسر، كما يمكن أن يؤثر ارتفاع الأسعار على تكلفة السلع والخدمات الأخرى، حيث يضيف التجار تكلفة الوقود إلى أسعار منتجاتهم.

من الصعب التنبؤ باتجاه أسعار البنزين في مصر، حيث تعتمد على عوامل عديدة، بما في ذلك أسعار النفط العالمية، وتكلفة الاستيراد، وسياسة الحكومة، ومع ذلك، فمن الممكن أن ينخفض سعر البنزين في مصر إذا انخفضت أسعار النفط العالمية، أو إذا اتخذت الحكومة إجراءات لخفض تكلفة الاستيراد، أو إذا زادت كفاءة قطاع الاستيراد والتوزيع.

لا يزال قطاع البنزين في مصر بحاجة إلى الكثير من التطوير، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الاستيراد، ولا تزال المصافي المحلية غير قادرة على تلبية الاحتياجات المحلية، بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام الدعم الحالي غير مستدام، حيث يضع ضغطًا كبيرًا على الميزانية الحكومية، ومن أجل تطوير القطاع، تحتاج الحكومة المصرية إلى اتخاذ خطوات لزيادة الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج المحليين، كما تحتاج إلى العمل على تحسين كفاءة قطاع الاستيراد والتوزيع، والأهم من ذلك، تحتاج الحكومة إلى إيجاد طريقة أكثر استدامة لدعم الوقود.