كان سعود القحطاني، المستشار الإعلامي السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شخصية مثيرة للجدل في المملكة العربية السعودية والعالم. بصفته أحد أقوى الرجال في البلاد، لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسة الإعلامية والاتصالات الحكومية.
ولد القحطاني في عام 1978، وبدأ مسيرته المهنية كصحفي. بدأ عمله في صحيفة الوطن، ورقى بسرعة ليصبح رئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت، وهي مجلة باللغة الإنجليزية مملوكة للحكومة. اشتهر القحطاني بأساليبه العدوانية وتقاريره الصريحة، الأمر الذي أوصله إلى انتباه ولي العهد محمد بن سلمان.
في عام 2015، عين بن سلمان القحطاني مستشارًا إعلاميًا. في هذا المنصب، لعب القحطاني دورًا رئيسيًا في تشكيل صورة الأمير في الداخل والخارج. أشرف على وسائل التواصل الاجتماعي للأمير، وأطلق حملات العلاقات العامة، وقاد جهود الدعوة تحت شعار "رؤية 2030" لولي العهد. كما كان أيضًا مسؤولاً عن حملة القمع واسعة النطاق التي شنتها الحكومة ضد المعارضة.
بدءًا من عام 2017، بدأ القحطاني في قيادة حملة قمع وحشية ضد المعارضة في المملكة العربية السعودية. واستُهدف النشطاء والصحفيون والعلماء الدينيون على حد سواء، واتهموا بالخيانة والعمالة لجهات أجنبية. وأُلقي القبض على العديد منهم، وعُذبوا، وسُجنوا دون محاكمة. كما ضيقت الحكومة الخناق على وسائل التواصل الاجتماعي، وحظرت عشرات المواقع الإخبارية والمواقع الأخرى.
في عام 2018، ارتكبت الحكومة السعودية جريمة قتل وحشية للصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. وأشارت التحقيقات إلى أن القحطاني، الذي كان رئيس الفريق الذي أرسل لقتل خاشقجي، كان متورطًا في التخطيط للجريمة. وبعد فترة وجيزة، تمت إقالة القحطاني من منصبه.
منذ إقالته، اختفى القحطاني من الأنظار إلى حد كبير. ووفقًا لتقارير، فإنه لا يزال قيد الاحتجاز، ولم يُسمح له بالاتصال بأسرته أو محاميه. ولا يزال مصيره غير مؤكد، لكن من الواضح أنه لم يعد الرجل القوي الذي كان عليه ذات يوم.
تمثل قصة سعود القحطاني تذكيراً بخطر السلطة غير المقيدة والضرر الذي يمكن أن تسببه عندما توضع في أيدي أفراد ليس لديهم حساسية تجاه حقوق الإنسان. كما أنه تذكير بأهمية الصحافة المستقلة في مكافحة الظلم والقمع.