سفاح التجمع الخامس




في أواخر خريف عام 2022، حدثت جريمة مروعة هزت المجتمع المصري. في قلب منطقة التجمع الخامس الراقية، حيث يعيش الأثرياء والمشاهير، اكتُشف جثة لفتاة صغيرة مُشوهة في أحد الأراضي الفارغة.

انتشر الخبر بسرعة البرق، تاركًا سكان التجمع في حالة من الرعب والصدمة. بدأت السلطات تحقيقًا مكثفًا، عازمين على إلقاء القبض على المجرم المسؤول عن هذا العمل الوحشي.

مع تقدم التحقيق، كشفت المعلومات عن أن الضحية كانت طفلة في الثامنة من عمرها تُدعى "نور". كانت نور فتاة بريئة ومحبوبة، اختفت في طريق عودتها من المدرسة. ولم تستطع عائلتها المكلومة إلا أن تتخيل ما مرت به ابنتهم في يدي قاتلها القاسي.

أصبح البحث عن السفاح في التجمع الخامس أولوية قصوى للشرطة. شكلوا فريقًا متخصصًا ضم أفضل المحققين في البلاد. عمل الفريق ليلاً ونهارًا، متتبعًا كل دليل ومراجعة كل قطعة من المعلومات.

وفي أحداث مفاجئة، تلقى الفريق بلاغًا مجهولًا عن مشتبه به قد شوهد يتسكع حول المنطقة بالقرب من وقت اختفاء نور. كان رجلاً في منتصف العمر، يحمل عبوة غريبة في يده. ولحسن الحظ، تمكنت الشرطة من التعرف على المشتبه به واعتقاله في غضون ساعات.

كان اسم المشتبه به "حسام". كان سائقًا في شركة توصيل، وله سجل جنائي سابق. وخلال التحقيق، اعترف حسام بارتكاب الجريمة بدم بارد. روى قصة مفزعة عن كيفية خطفه لنور وإيذائها وقتلها.

حُكم على حسام بالإعدام شنقًا في محاكمة سريعة، لكن الصدمة التي أحدثتها جرائمه وألم عائلة نور لن ينمحي أبدًا. أصبحت قضية "سفاح التجمع الخامس" تذكيرًا قاتمًا بالمخاطر التي قد تكمن وراء واجهة المناطق الراقية.

في أعقاب هذه المأساة، عقد سكان التجمع الخامس اجتماعات متعددة لمناقشة تدابير السلامة التي يمكن اتخاذها لحماية أطفالهم والنساء. وأنشأت منظمات المجتمع خطوط مساعدة ودروسًا في الدفاع عن النفس لتزويد السكان بوسائل للبقاء في أمان.

بينما لا يمكن إرجاع الوقت لإنقاذ حياة نور أو تخفيف معاناة عائلتها، فإن إرثها سيستمر في العيش من خلال الجهود المبذولة لجعل المجتمع أكثر أمانًا ومنع وقوع مثل هذه الجرائم المروعة في المستقبل.