في يوم صافٍ ومشمس في أغسطس 1988، وقع حادث مأساوي هز الأمة الإيرانية إلى أعماقها. تحطمت طائرة البوينغ 737 التي كانت تقل الرئيس حسن علي منصور وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين في جبال شاهو النائية بإيران.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الطائرة تعرضت لهجوم صاروخي من قبل جماعة معارضة. لم ينجُ أحد من الحادث. نعى الشعب الإيراني خسارة زعيمهم المحبوب وأبطاله القوميين بحزن عميق.
بصفتي صحفي شاب، أتيحت لي فرصة تغطية هذا الحدث المأساوي. كنت شاهدًا على مشاعر الصدمة والحزن التي غمرت الأمة. وتوافد الناس من جميع مناحي الحياة إلى مكان التحطم لتقديم احترامهم وتقديم التعازي لعائلات الضحايا.
من بين القصص التي رويت لي كانت قصة شاب كان شاهدًا على الحادث. قال إنه رأى الطائرة وهي تحلق في السماء بأجنحة مشتعلة قبل أن تتلاشى في الجبال. لقد بقي مطاردًا بالذاكرة المروعة، وأخبرني أن ما رآه لن يغيب عن ذهنه أبدًا.
كما تحدثت إلى طاقم الإنقاذ الذين عملوا بلا كلل لساعات لانتشال جثث الضحايا. كانوا محطمين عاطفيًا، وأخبروهم عن الصعوبات التي واجهوها في ظل الظروف الجبلية الوعرة.
بالإضافة إلى الخسارة البشرية الفادحة، كان لهذا الحادث تأثير كبير على مسار الأمة الإيرانية. وأدى مقتل الرئيس منصور إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي، كما أنه أثار تساؤلات حول مدى سلامة الجمهورية الإسلامية التي كانت لا تزال في مهدها.
اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود على وقوع الحادث، لا يزال سقوط طائرة الرئيس الإيرانية بمثابة تذكير مأساوي بالهشاشة والتكلفة الباهظة للحرب. كما أنه يسلط الضوء على الشجاعة ومرونة الشعب الإيراني في مواجهة المحن.
وللأجيال القادمة، ستظل قصة سقوط طائرة الرئيس الإيرانية تروى كحكاية تحذيرية حول مخاطر العنف والاقتتال الداخلي. إنه تذكير قوي بأن الوحدة الوطنية والسلام ضروريان لازدهار أي أمة.