سقوط طائرة مصرية: قصة ناجٍ




في اليوم المشؤوم من 29 أكتوبر 2015، كنت أحد الركاب البالغ عددهم 219 راكبًا على متن طائرة مصر للطيران الرحلة رقم 9268. انطلقت رحلتنا من مطار باريس شارل ديغول متجهة إلى مطار القاهرة الدولي، لكننا لم نصل أبدًا إلى وجهتنا.
كنت جالسًا في مقعد النافذة بالقرب من نهاية الطائرة. كنت غارقًا في كتاب عندما شعرت بهزة مفاجئة. رفعت رأسي وتطلعته حولي، ورأيت الركاب الآخرين يتطلعون أيضًا بقلق.
تكررت الهزة مرة أخرى، هذه المرة أكثر قوة. بدأ الناس يصرخون وبكاء. نظرت من نافذتي ورأيت الجناح الأيسر للطائرة يتحرك بعنف.
أدركت أننا في ورطة.
في لحظات، بدأ الهواء يتسرب إلى مقصورة الطائرة. بدأت الأقنعة الهوائية في السقوط، ووضعها الناس بصعوبة. استنشقت بعض الأكسجين، لكنه لم يكن كافياً. بدأت أشعر بالدوار.
نسيتُ كل شيء في تلك اللحظات. نسيتُ عملي وزوجتي وأطفالي. ركزتُ فقط على البقاء على قيد الحياة.
سمعت صوت دوي مدوٍ. ثم انتهى كل شيء.
استيقظت بعد وقت لاحق لأجد نفسي ملقى على شاطئ البحر. كنت مبللاً وباردًا ومتألمًا. لكنني كنت على قيد الحياة.
نظرًا إلى البحر، رأيت حطام الطائرة مبعثرًا في المياه. كانت رائحة الوقود والجثث التي لا تُحصى في الهواء.
صُدمت. فقدتُ كل أمل في البقاء على قيد الحياة. لكنني كنت محظوظًا. لقد تمكنتُ من السباحة إلى الشاطئ.
لقد مررتُ بالكثير منذ ذلك اليوم المروع. لقد عانيت من الكوابيس والذكريات المؤلمة. لكنني تمكنتُ أيضًا من التعافي والبدء من جديد.
اليوم، أنا شخص مختلف. أنا ممتن للحياة الثانية التي حصلت عليها. لا أخشى الطيران، لكنني أيضًا لا أعتبره أمرًا مفروغًا منه. أعيش كل يوم على أكمل وجه وأقدر كل لحظة أقضيها مع أحبائي.