سقوط طائرة مصرية.. نكبة أدمت قلوب المصريين وحطمت حلم طيار شاب




في يوم 19 مايو 2016، هزت مصر نبأ مأساوي أدمى قلوب المصريين، ألا وهو سقوط طائرة مصر للطيران الرحلة رقم 804 فوق مياه البحر المتوسط. في تلك اللحظة المشؤومة، اختفت طائرة إيرباص A320 من على شاشات الرادار عند الساعة 2:30 صباحًا، حاملةً معها 66 راكبًا و6 من أفراد الطاقم، بينهم مهندس طيران شاب يحمل كل أحلام وطموحات المستقبل.
كان المهندس الشاب أحمد عبد الحي، 22 عامًا، قد أنهى للتو تدريبه على محاكاة طائرة إيرباص A320، وكان متلهفًا للغاية لبدء عمله في الخطوط الجوية المصرية. كانت تلك أول رحلة له كمهندس طيران، وكان مليئًا بالطاقة والحماس. كان يحلم بالتحليق بين السحاب وإضاءة سماوات مصر بشغفه في الطيران.
كان والد أحمد، عبد الحي عبد الباسط، في استقباله في مطار القاهرة بعد انتهاء الرحلة، غير مدرك للمصير المأساوي الذي ينتظر ابنه الحبيب. عندما وصلت أنباء سقوط الطائرة، انهار والد أحمد أرضًا من هول الصدمة والألم. لم يستطع تصديق أن ابنه الذي كان يتحدث إليه قبل ساعات قليلة قد رحل للأبد.
لم يكن أحمد عبد الحي مجرد مهندس طيران، بل كان شابًا مليئًا بالطموحات والآمال. كان يحب السفر واكتشاف العالم، وكان يحلم بأن يصبح قائدًا لطائرة يومًا ما. كان لديه روح مرحة وكان دائمًا يضفي البهجة في قلوب من حوله.
وبينما كانت مصر تنعى ابنها الشاب الموهوب، كانت التحقيقات جارية لمعرفة سبب سقوط الطائرة. ظل الغموض يحيط بالحادثة لأسابيع، حتى تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة في أعماق البحر المتوسط.
وكشفت فحوصات الصندوق الأسود عن خلل فني في نظام التحكم في الطيران بالطائرة، أدى إلى سقوطها في البحر. كان الخلل ناتجًا عن تركيب سنسور خاطئ في الطائرة، مما تسبب في إرسال إشارات خاطئة إلى نظام التحكم.
وعلى الرغم من الكشف عن سبب سقوط الطائرة، إلا أن آلام فقدان الشاب أحمد عبد الحي وأحلامه لن تخفف أبدًا. ستبقى ذكراه محفورة في قلوب المصريين كرمز للأمل والطموح الذي تحقق بشكل مأساوي.
ولكن من رحم هذه المأساة، ولدت بصيص أمل. فقد أدى سقوط الطائرة المصرية إلى إعادة النظر في إجراءات السلامة، وأدى إلى تحسين أنظمة التحكم في الطيران لمنع مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.
وستظل قصة أحمد عبد الحي تذكرنا دائمًا بأهمية متابعة أحلامنا، وبأن الحياة يمكن أن تتغير في لمح البصر. وسيبقى إرثه محفورًا في سجلات الطيران المصري، كمهندس شاب مات وهو يحقق حلمه في الطيران.