في مدينة مومباي الصاخبة، توجد طائفة غامضة ذات تاريخ وتقاليد فريدة، إنها طائفة البهرة، ويترأسها شخصية بارزة تُعرف باسم "سلطان البهرة".
لقب تاريخي ومسئولية عظيمة
يُعتبر لقب "سلطان البهرة" مقدسًا للغاية بالنسبة لأتباع هذه الطائفة، حيث يرمز إلى الرابط الروحي والبيعي الذي يجمعهم به. ويُعتقد أن السلطان هو خليفة مباشر للنبي محمد، كما أنه الحارس لتعاليم الإسماعيلية، أحد فروع الشيعة. إلى جانب هذا الدور الديني القوي، فإن السلطان يحمل أيضًا مسؤوليات زمنية، مثل الإدارة المالية والاجتماعية لطائفة البهرة.
إسماعيل السابع: الحاكم الحالي
الحاكم الحالي لطائفة البهرة هو إسماعيل بن طاهر، المعروف أيضًا باسم "سيدي إسماعيل". وقد تولى هذا المنصب منذ عام 2011، خلفًا لوالده الراحل سيدي محمد برهان الدين. يُعرف إسماعيل السابع بعلمه وأخلاقياته، ويحظى باحترام كبير بين أتباع البهرة.
رحلة دينية إلى الهند
يُعد ضريح البهرة في مومباي أحد أهم الأماكن المقدسة للطائفة. ويؤمن البهرة بأن زيارة هذا الضريح ولقاء السلطان هو عمل من أعمال البركة الروحية. وفي كل عام، يقوم آلاف من البهرة برحلة حج إلى مومباي لزيارة الضريح والتقرب من السلطان.
التقاليد والممارسات الفريدة
تمتاز طائفة البهرة بتقاليدها وممارساتها الفريدة، والتي تشمل ارتداء ملابس مميزة (الدستار الأسود) والزواج داخل المجتمع. كما أن لديهم لغتهم الخاصة (lisan ud-da'wat) التي يستخدمونها في طقوسهم الدينية والتواصل بين أعضاء الطائفة. ويُعرف البهرة أيضًا بتجارة المنسوجات ونجاحهم في مجال الأعمال.
التحديات والفرص
مثل أي مجتمع، فإن طائفة البهرة تواجه تحدياتها وفرصها. ومن بين التحديات التي تواجهها هي الحفاظ على تراثها الثقافي في عالم متغير بشكل متزايد. وتسعى الطائفة أيضًا إلى التكيف مع العالم الحديث مع الحفاظ على قيمها وتقاليدها الأساسية.
إن "سلطان البهرة" ليس مجرد لقب، بل إنه رمز لروابط عميقة وإيمان مشترك يجمع أفراد طائفة البهرة. إن قصة السلطان والطائفة التي يقودها هي شهادة على قوة الإيمان والتقاليد التي صمدت أمام اختبار الزمن.