سلطان الخير.. هكذا عرفه العالم




كان الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية، شخصية استثنائية أثرت بشكل كبير على تاريخ المملكة والمنطقة.
لقد عرفته عن كثب كموطن ومواطن سعودي، فقد كان رجلاً ذا رؤية ثاقبة وحكمة عميقة، مكرسًا حياته لخدمة شعبه وأمته. كان نهجه الإنساني مغروسًا في جميع أعماله، مما جعله شخصية محبوبة ومحترمة ليس فقط في المملكة ولكن في جميع أنحاء العالم.
من الأمير إلى ولي العهد
ولد الأمير سلطان في الرياض عام 1928 وترعرع في بيئة ملكية. تلقى تعليمه في مدرسة الأمراء بالرياض ثم أكمل تعليمه العسكري في المملكة المتحدة. بعد عودته إلى المملكة، شغل عددًا من المناصب الحكومية، بما في ذلك منصب نائب وزير الدفاع ووزير الزراعة.
في عام 1982، أصبح الأمير سلطان وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وظل في هذا المنصب حتى وفاته في عام 2011. وخلال فترة ولايته، أشرف على عدد كبير من الإصلاحات والتغييرات التنموية في المملكة.
الإنجازات المحلية
كان الأمير سلطان من أبرز المدافعين عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. أشرف على العديد من المشاريع التنموية الكبرى، بما في ذلك بناء الطرق والمستشفيات والمدارس في جميع أنحاء البلاد. كما كان رئيسًا لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وهي مؤسسة خيرية تدعم مجموعة واسعة من البرامج التعليمية والصحية والاجتماعية.
ولم يغفل الأمير سلطان الجانب الثقافي، إذ كان راعيًا للفنون والآداب. أسس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود العالمية لكتابة السيرة الذاتية، والتي تعد واحدة من أرقى الجوائز الأدبية في العالم الإسلامي. كما كان داعمًا قويًا للرياضة وأسس عددًا من المبادرات الرياضية على المستويين الوطني والدولي.
الدور الإقليمي والدولي
لم يقتصر تأثير الأمير سلطان على المملكة العربية السعودية فحسب، بل امتد أيضًا إلى المنطقة والعالم. كان من أشد المؤيدين لوحدة العالم الإسلامي وعمل بلا كلل لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية. كما لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب وساهم في بناء جسور من الفهم والاحترام بين الثقافات المختلفة.
في المجال الدولي، كان الأمير سلطان دبلوماسيًا ماهرًا وممثلًا بارزًا للمملكة العربية السعودية. مثّل المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية، حيث دافع عن مصالح المملكة ودعا إلى السلام والتفاهم بين الأمم. كما كان مناصرًا قويًا للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وكان مؤمنًا عميقًا بدورها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
إنسانيته الفريدة
إلى جانب إنجازاته السياسية، كان الأمير سلطان معروفًا أيضًا بإنسانيته الفائقة. كان دائمًا على استعداد لمساعدة المحتاجين، بغض النظر عن دينهم أو خلفيتهم. كما كان من أشد المؤيدين للأعمال الخيرية ودعم عددًا كبيرًا من القضايا الخيرية حول العالم.
كان الأمير سلطان شخصية متواضعة ومتواضعة، بالرغم من منصبه الرفيع. وكان يحظى بإعجاب واحترام ليس فقط في المملكة ولكن في جميع أنحاء العالم. لقد ترك إرثًا دائمًا من الخدمة والإنسانية، وسيتذكره تاريخ المملكة على أنه سلطان الخير.