سلوى عثمان: نجمة ساطعة في سماء الفن المصري




"غادرتنا سلوى عثمان بعد مسيرة حافلة بالنجاحات، تاركة خلفها إرثًا فنياً رائعًا سيظل خالداً في أذهاننا إلى الأبد."

وُلدت الفنانة سلوى عثمان في ٢٥ أكتوبر عام ١٩٣٨، في حي شبرا العريق بالقاهرة. وظهرت موهبتها منذ نعومة أظافرها، حيث كانت تعشق الفنون وتتوق إلى أن تصبح نجمة ساطعة في سماء الفن. وقد انضمت إلى فرقة المسرح المدرسي في سن مبكرة، حيث قدمت العديد من الأدوار المسرحية التي نالت على إعجاب الجميع.

قررت سلوى عثمان أن تكمل دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، تخرجت منه عام ١٩٦١. وكانت بدايتها الفنية من خلال فرقة المسرح الحديث عام ١٩٦٢م. حصلت على أول دور سينمائي لها في عام ١٩٦٣م مع المخرج فطين عبد الوهاب في فيلم "غصن الزيتون". ومنذ ذلك الحين، توالت عليها الأدوار الفنية ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، وتركت بصمة واضحة في كل دور قدمته.

اشتهرت سلوى عثمان بأدوارها المتميزة في السينما، حيث قدمت العديد من الأدوار المتنوعة التي تميزت بالعمق والصدق. من بين أشهر أدوارها السينمائية: دورها في فيلم "شيء من الخوف" مع شكري سرحان وعبد الحليم حافظ، ودورها في فيلم "أغنية على الممر" مع محمود ياسين ومديحة كامل، ودورها في فيلم "حافية على جسر الذهب" مع سعاد حسني ومحمود ياسين.

لم يتوقف عطاء سلوى عثمان عند السينما فقط، ولكنها أيضًا تألقت في التلفزيون والمسرح. قدمت العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، ومنها: "أبو العلا البشري"، و"المال والبنون"، و"أم كلثوم". كما قدمت العديد من المسرحيات المتميزة، ومنها: "مدرسة المشاغبين"، و"الناس اللي تحت"، و"سيدتي الجميلة".

لقد كانت سلوى عثمان فنانة شاملة متعددة المواهب، حيث لم يقتصر عطاؤها على التمثيل فقط، ولكنها أيضًا كتبت العديد من القصص القصيرة والمقالات الأدبية. ونشرت لها عدة مجاميع قصصية، من أشهرها: "امرأة لا تعرف الحب"، و"حكايات في زمن الضباب"، و"أحلام لا تموت".

حصلت سلوى عثمان على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الفنية. ومن أشهر الجوائز التي حصلت عليها: جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام ١٩٨٢م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دورها في فيلم "شيء من الخوف" عام ١٩٦٩م، وجائزة الأوسكار العربية عن دورها في فيلم "حافية على جسر الذهب" عام ١٩٧٦م.

رحلت عنا الفنانة سلوى عثمان في يوم 10 أغسطس عام 2023، عن عمر يناهز 85 عامًا. لكن ذكراها وإرثها الفني سوف يظلان خالديْن في قلوبنا إلى الأبد. لقد كانت نجمة ساطعة في سماء الفن المصري، وأحد أهم الفنانات المصريات في القرن العشرين. رحم الله سلوى عثمان وأسكنها فسيح جناته.