في عالم مليء بالغموض والتكهنات، يبرز اسم سليم عياش كشخصية مثيرة للجدل تركت بصمة كبيرة على الساحة الدولية. متهم باغتيال رئيس وزراء لبناني سابق ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، لا يزال اللغز المحيط بعياش يخيم على الأذهان.
ولد عياش في لبنان عام 1963، وانضم إلى حزب الله في شبابه. اشتهر بمهاراته العسكرية وسرعان ما ترقى في الرتب ليصبح أحد القادة البارزين في الحزب.
في عام 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في انفجار ضخم بسيارة مفخخة. وألقيت باللوم على عياش وآخرين في حزب الله بالمسؤولية عن الهجوم.
بعد تحقيق دولي استمر سنوات، وجهت إلى عياش رسميًا تهمة التخطيط وتنفيذ التفجير. وصدر الحكم عليه بالسجن المؤبد غيابيا من قبل المحكمة الخاصة بلبنان، وهي محكمة أنشأها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحقيق في اغتيال الحريري.
حتى يومنا هذا، لا يزال مكان وجود عياش مجهولاً. اختفى بعد وقت قصير من إصدار لائحة الاتهام ضده، مما أدى إلى تكهنات حول مكان وجوده ووضعه الراهن.
بعض المصادر تزعم أنه لا يزال على قيد الحياة ويختبئ في مكان ما في لبنان أو سوريا. بينما يعتقد آخرون أنه قُتل منذ فترة طويلة، إما في غارة جوية إسرائيلية أو في صراع داخلي داخل حزب الله.
بغض النظر عن مصيره، لا تزال قضية سليم عياش تؤثر بشكل كبير على السياسة والبيئة الاجتماعية في لبنان والمنطقة. وقد وجهت الاتهامات إلى حزب الله بدعم الإرهاب وتوفير ملاذ آمن للمجرمين، مما أدى إلى فرض عقوبات وتوترات دبلوماسية.
كما أثار اغتيال الحريري تساؤلات حول دور حركات المقاومة المسلحة ودورها في العملية السياسية. ويستمر الجدل حول قضية عياش في إثارة نقاش هام حول حكم القانون والمساءلة في المجتمع الدولي.
سواء كان حيًا أم ميتًا، فإن سليم عياش لا يزال شخصية غامضة ترك بصمة عميقة على التاريخ. وتظل قضيته تذكيرًا بالأخطار المترتبة على العنف السياسي والإرهاب، فضلاً عن التحديات المتمثلة في تحقيق العدالة في ظل ظروف صعبة.