سمية إبراهيم: صوت القرآن الكريم الذي نغّص موته المئات من اليتامى




سمية إبراهيم؛ أحد أشهر الأصوات القرآنية التي كان يصغي إليها الملايين حول العالم، وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان. رحلت سمية عن عالمنا، مخلفة وراءها باقة من البرامج الدينية منها: طلائع الإيمان، وحكايات من التاريخ الإسلامي، وسيرة نبوية، ودروس في تفسير القرآن الكريم، ورحلات إلى الديار المقدسة. على الرغم من أن سمية لم تكن بحاجة إلى تمهيد ليُعرف من تكون، إلا أن الإعلامية القديرة طفلة عرفة، نعتها بقولها: "كانت سمية صوتًا مميزًا، ولما تقلدنا مناصب قيادية في الإذاعة، راعيت أن تبقى في مكانها تُميز الأثير بصوتها الشجي"، وكان من أجمل ما قُيل في رثائها.
بَرَعَتْ سمية إبراهيم في فنون متعددة غير التقديم الإذاعي، منها التمثيل، فقد قدمت أفلامًا سينمائية مثل "أين المفر؟"، و"حياة أخرى"، و"إخوة في الدم"، فضلًا عن مشاركتها في مسلسلات تليفزيونية على شاشة التليفزيون المصري، ومنها "أولاد آدم"، و"رائحة الورد"، و"القضاء في الإسلام". كما كان لسمية صوت مميز في الإعلانات التجارية، وكانت الوجه الإعلاني لكبريات الشركات المصرية والعربية.
لم يكن طموح سمية مقصورًا على العمل الإعلامي، فقد فكّرت في خوض غمار السلك الدبلوماسي، ففي عام 1981م التحقت بالمعهد الدبلوماسي، وعملت في وزارة الخارجية لفترة، إلا أنها لم تنسَ حبها الأول "الإذاعة"، فكانت تقدم برنامجًا أسبوعيًا يُسمى "رسائل دبلوماسية"، وبعد مرور ستة سنوات من العمل الدبلوماسي، أحالت سمية نفسها إلى المعاش، وعادت للإذاعة من جديد.
وخلال مسيرتها الإذاعية، قدمت سمية البرامج الدينية والاجتماعية والثقافية، وكانت سفيرتنا في كثير من المحافل الدولية، واستطاعت بتواضعها وطريقتها الخاصة أن تُمثّل مصر خير تمثيل، وتُعطي صورة عن المرأة المسلمة المُحجبة التي تفخر بقيمها ودينها، ولا تتردد في الحديث عن أي شيء يخص العالم العربي والإسلامي.
إلى جانب عملها الإعلامي كانت سمية إبراهيم فاعلة في العمل الاجتماعي، وكانت حريصة على رعاية عدد كبير من اليتامى، وكانت تُقدم لهم الرعاية والاهتمام، وتحرص على تعليمهم، ودائما ما كانت تُحمل همومهم، وتسعى لحل مشاكلهم وتذليل الصعاب أمامهم، وكان رحيلها خسارة عظيمة لهم.
توفيت سمية إبراهيم في الثالث عشر من يناير لهذا العام، عن عمر يناهز 74 عامًا، رحمها الله تعالى بمصرعها، وأدخلها فسيح جناته، وألهمنا الصبر على فراقها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.