في قلب مدينة كركوك العريقة، في شمال العراق، ولد سمير شمص في الثاني من آب/أغسطس عام 1954، ليكون لؤلؤة نادرة في عالم الموسيقى العربية، وأحد أهم رواد العود وأساتذته في القرن العشرين.
نشأ شمص في عائلة فنية، فوالده عازف العود، وعمه مغنٍ معروف، مما أثرى موهبته منذ الصغر، وجعله يتعلق بالعود بشكل لا يُوصف، ليبدأ رحلته الفنية في سن مبكرة.
عالمية العودلم تقتصر موهبة سمير شمص على الأداء العالي، بل امتدت لتشمل التأليف والإبداع الموسيقي، حيث ألف مئات المقطوعات التي أضفت ثراءً هائلاً لخزانة الموسيقى العربية.
ولكن دفء عوده تجاوز حدود الشرق الأوسط، إذ اكتسب شمص شهرة عالمية، فجال بألحانه في أهم مسارح العالم، وأحيا الحفلات في المدن العريقة، من باريس ولندن إلى نيويورك وطوكيو.
فاز شمص بالعديد من الجوائز والتكريمات العالمية، منها جائزة "يونيسكو" للموسيقى عام 2003، كما نال لقب "الموسيقار العالمي" من العديد من المؤسسات الفنية والثقافية.
رؤية فنية فريدةتميز أسلوب سمير شمص الموسيقي برؤية فنية فريدة، حيث مزج بين الأصالة الشرقية العريقة والحداثة المعاصرة، فاستطاع أن يُغني التراث العربي بنغمات عصرية، ويجعله ملائمًا للأذواق العالمية.
أشاد النقاد بموهبة شمص الفذة، إذ امتازت عزفاته بالعذوبة، والدقة في التفاصيل، وبالقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار ببراعة.
التأثير والمسيرةلم يكن سمير شمص مجرد عازف عود، بل كان مدرسةً فنية قائمة بذاتها، فقد أثر في أجيال من الموسيقيين الشباب، وألهم العديد منهم على احتراف العود.
تعاون شمص مع نخبة من أهم الفنانين العرب والعالميين، مثل المغني العراقي كاظم الساهر، والملحن والموسيقار المصري عمر خيرت، والموسيقي الأمريكي جوي ديفرانشيسكو.
ستظل ألحان سمير شمص العذبة تردد صداها في قلوب محبي الموسيقى العربية والعالمية، وستبقى ذكراه محفورةً بماء الذهب في تاريخ الموسيقى الشرقية.
دعوة للتأملفي عالم اليوم السريع والمتغير، ندعوكم إلى أخذ قسط من الراحة والاستمتاع بموسيقى سمير شمص. دعوا ألحانه الدافئة تأخذكم في رحلة روحية، وتوقظ فيكم جماليات الحياة.
استمعوا إلى عود سمير شمص، ودعوا نغماته تلهمكم، وتعزز شغفكم بالفن والموسيقى.