سهم فقيه بريق الذهب أم صدأ الاستثمار؟




"سهم فقيه"، الاسم الذي رن في أسواق الأسهم السعودية كناقوس الخطر، محذراً من انهيار وشيك قد يعصف بالبورصة السعودية بأكملها. إنه السهم الذي جعل المستثمرين يفرون مذعورين من القاعة، تاركين وراءهم خسائر تقدر بمليارات الريالات.
لكن ما الذي حدث بالفعل؟ وكيف أصبح هذا السهم، الذي كان يتألق بريقاً كذهب، فجأة صدأ لا قيمة له؟
القصة بدأت منذ سنوات
بدأت قصة "سهم فقيه" في عام 2008، عندما كانت شركة "مجموعة فقيه" واحدة من أكبر شركات المقاولات في الشرق الأوسط، ولديها سجل حافل في إنشاء مشاريع ضخمة مثل برج المملكة في جدة ومركز التجارة العالمي في البحرين.
وكما هو الحال مع العديد من الشركات في ذلك الوقت، توافد المستثمرون على أسهم مجموعة فقيه، مدفوعين بالطفرة الاقتصادية وارتفاع أسعار النفط. ارتفع سعر السهم إلى مستويات قياسية، مما منح الشركة تقييماً سوقياً ضخماً.
الانهيار
لكن في عام 2014، قلبت الأزمة المالية العالمية الطاولة رأساً على عقب. انخفضت أسعار النفط، وانزلقت الاقتصادات في جميع أنحاء العالم إلى الركود. تضررت شركات المقاولات بشدة، بما في ذلك مجموعة فقيه.
واجهت الشركة مشاكل متزايدة، حيث واجهت تأخيرات وتجاوزات في التكلفة في مشاريعها، بالإضافة إلى تكاليف التمويل المرتفعة. بدأت علامات الخطر في الظهور، حيث أخفقت الشركة في سداد القروض في مواعيد استحقاقها.
سهم فقيه ينهار
في عام 2016، أصبح واضحاً أن مجموعة فقيه في ورطة كبيرة. تم إيقاف تداول سهمها في السوق السعودي، وبدأت الشائعات تتزايد حول إفلاس وشيك.
في مايو 2017، تحقق الأسوأ. تقدمت مجموعة فقيه بطلب الإفلاس، مما جعلها أكبر شركة تعلن إفلاسها في تاريخ المملكة العربية السعودية. وتبع ذلك انهيار كارثي لسعر السهم، حيث فقد المستثمرون مليارات الريالات في غمضة عين.
ما الذي حدث؟
هناك العديد من العوامل التي ساهمت في سقوط "سهم فقيه". من بينها التوسع السريع للشركة في ذروة الطفرة الاقتصادية، مما أدى إلى مشاريع ضخمة يصعب إدارتها. كما أن التركيز المفرط على المشاريع الممولة بالديون أدى إلى ارتفاع تكاليف التمويل.
علاوة على ذلك، فشلت الشركة في تكييف استراتيجيتها مع الظروف الاقتصادية المتغيرة. أدى انخفاض أسعار النفط إلى تقلص السوق، مما جعل من الصعب على مجموعة فقيه تأمين عقود مربحة.
الدروس المستفادة
من الواضح أن سقوط "سهم فقيه" هو بمثابة قصة تحذيرية للمستثمرين. فهي تذكرنا بعواقب الاستثمار في الشركات ذات المديونية المرتفعة، وأهمية التنويع وإدارة المخاطر.
فهي تحذرنا أيضاً من مخاطر متابعة اتجاهات السوق دون إجراء البحوث اللازمة، ومن أهمية إجراء العناية الواجبة قبل الاستثمار في أي شركة.