سهم فقيه.. عندما تنقلب الفكرة رأسًا على عقب




في زحمة الحياة وتسارع وتيرتها، ينسى الكثير من الناس التوقف للحظات والتأمل في معنى الحياة الحقيقي، ما الذي يجعلنا سعداء حقًا، وما الذي يدفعنا للاستيقاظ كل يوم؟

البعض يجد السعادة في العمل، والبعض الآخر في الأسرة أو الأصدقاء، لكن هناك فئة قليلة للغاية تجد السعادة الحقيقية في مساعدة الآخرين.

كانت هذه الفكرة هي الشرارة التي أشعلت قصة نجاح رجل أعمال سعودي بارز يدعى المهندس عبد الرحمن فقيه، فبدلاً من الانشغال الدائم بالبحث عن الربح، اختار أن يحول "سهمه" من الأرباح إلى مساعدة المحتاجين.

يقول فقيه: "أنا أؤمن بأن السعادة الحقيقية لا تكمن في امتلاك المزيد، بل في العطاء والمشاركة"، ويضيف: "إن مساعدة الآخرين لا تجعلهم فقط أفضل حالاً، بل إنها تجعلنا نحن أيضًا أكثر سعادة ورضا".

وكما يقول المثل الشهير: "اليد العليا خير من اليد السفلى"، فقد أدرك فقيه هذه الحقيقة مبكرًا، ومنذ ذلك الحين، كرس حياته للأعمال الخيرية والإنسانية.

في عام 1991، أسس فقيه "مؤسسة فقيه للتنمية الإنسانية"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء العالم.

ومنذ ذلك الحين، نمت المؤسسة لتصبح واحدة من أكبر المنظمات الخيرية في العالم العربي، ولديها مكاتب في أكثر من 20 دولة.

تقدم مؤسسة فقيه مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك الإغاثة الغذائية والطبية والتعليمية، كما توفر أيضًا فرصًا للتدريب المهني وتطوير المهارات.

ويؤكد فقيه: "أعتقد أن التعليم هو المفتاح لحياة أفضل، لذلك نركز على دعم التعليم بأي شكل ممكن"، وأضاف: "نحن نؤمن بأن لكل شخص الحق في الحصول على التعليم بغض النظر عن ظروفه أو خلفيته".

في عام 2014، أنشأت مؤسسة فقيه "جامعة فقيه" وهي جامعة خاصة غير ربحية تهدف إلى توفير تعليم عالي الجودة بأسعار معقولة للطلاب في جميع أنحاء العالم.

تقوم الجامعة حاليًا ببناء حرم جامعي جديد في مدينة جدة بالسعودية، ومن المتوقع أن يستقبل طلابه الأوائل في أوائل عام 2024.

ولا تقتصر جهود فقيه الخيرية على المملكة العربية السعودية وحسب، بل تمتد إلى جميع أنحاء العالم، ففي عام 2011، أطلق حملة "مليار وجبة" التي نجحت في توزيع أكثر من مليار وجبة على المحتاجين في جميع أنحاء العالم.

وفي عام 2013، أطلق حملة "مليون تمكين" التي تهدف إلى توفير التدريب المهني وتطوير المهارات للملايين من الشباب في جميع أنحاء العالم.

إن قصة عبد الرحمن فقيه هي قصة ملهمة حقًا، إنها قصة رجل حول "سهمه" من الأرباح إلى أداة قوية للتغيير الإيجابي في العالم.

يقول فقيه: "أنا لست شخصًا غنيًا، لكن لدي قلبًا غنيًا"، ويضيف: "السعادة الحقيقية لا تقاس بالمال أو الممتلكات، بل تقاس بالفرق الذي نصنعه في حياة الآخرين".