سهيل الحسن: صقر سوري لا يعرف الخسارة




بين جنبات معارك سوريا الملتهبة، يبرز اسم قائد عسكري لامع، صاغ اسمه بحروف من نور على صفحات التاريخ العسكري السوري، إنه اللواء سهيل الحسن، الملقب بالنمر، والذي حاز شهرة واسعة بفضل انتصاراته الساحقة وقدرته على تغيير موازين المعارك لصالح الجيش السوري.

نشأته ومسيرته العسكرية

ولد سهيل الحسن في عام 1970 في قرية بيت غرانا الساحلية، لعائلة علوية متواضعة. التحق بالأكاديمية العسكرية العربية في حلب، وتخرج منها عام 1991، ليلتحق بسلاح الجو السوري، حيث تدرج في الرتب العسكرية بسرعة فائقة.

ظهوره الأول.. بداية الصعود

مع اندلاع أحداث الثورة السورية عام 2011، ظهر سهيل الحسن لأول مرة قائدًا لكتيبة قوات خاصة، وقد أظهر مهارات عسكرية استثنائية، وقدرة فائقة على التخطيط والتكتيك، ما مكنه من تحقيق انتصارات متتالية على الفصائل المسلحة في أحياء حلب الشرقية.
وبفضل انتصاراته المتلاحقة، تم ترقية الحسن سريعًا وتسليمه قيادة قوات "النمور"، وهي قوات نخبة من المقاتلين السوريين الذين اشتهروا بشجاعتهم وقدرتهم على خوض المعارك في أصعب الظروف.

إعادة رسم خريطة سوريا

قاد سهيل الحسن قوات "النمور" في معارك حاسمة، أدت إلى تحرير مناطق استراتيجية من قبضة المعارضة، مثل مدينة حلب، وبلدة حلبيا الاستراتيجية، ومدينة حمص، وغيرها الكثير. وقد أثبتت قوات الحسن قدرة عالية على التوغل السريع في عمق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتحريرها في وقت قياسي.
ولم يكتف الحسن بتحقيق الانتصارات العسكرية، بل كان له دور مهم في المجال السياسي أيضًا، حيث تم تعيينه مستشارًا للرئيس السوري بشار الأسد، ومحافظًا لمدينة حمص، ما يعكس ثقة الأسد الكبيرة في قدرات هذا القائد العسكري الفذ.

رجل المهمات الصعبة

لطالما كان سهيل الحسن هو الرجل الذي يلجأ إليه الرئيس الأسد في المهام الصعبة والحاسمة، حيث قاد قواته في مهمات خاصة شائكة، مثل تحرير مطار أبو الضهور الاستراتيجي، ومطار كويرس العسكري، ومعسكر المسطومة، وغيرها من المهام الدقيقة التي تتطلب مهارات عسكرية عالية.
كما لعب الحسن دورًا محوريًا في معارك جنوب سوريا ضد تنظيم "داعش"، حيث قاد قواته لتحرير مناطق واسعة من قبضة التنظيم، بما في ذلك معقل تنظيم "داعش" في مدينة درعا.

أسلوبه القيادي الفريد

اشتهر سهيل الحسن بأسلوبه القيادي الفريد، فهو يتمتع بقدرة عالية على تحفيز جنوده، وإشعال روح الحماس فيهم، مما جعله يحظى بشعبية واسعة بينهم. كما أنه شخصية كاريزمية، يتفاعل مع جنوده ويستمع لمشاكلهم، مما خلق رابطًا قويًا بينه وبينهم.

النمر الأسطوري

أطلق لقب "النمر" على سهيل الحسن بسبب شراسته في القتال، وقدرته على القضاء على أعدائه بسرعة وفعالية، أشبه بالنمر المفترس في الغابة. وقد أصبح هذا اللقب مرادفًا له، واشتهر به في سوريا وخارجها.

الحسن في عيون أعدائه

على الرغم من كونه أحد أبرز قادة الجيش السوري، إلا أن سهيل الحسن واجه انتقادات من بعض الجهات، لا سيما المعارضة السورية والدول الغربية، التي اتهمته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال المعارك التي خاضها. إلا أن الحسن نفى هذه الاتهامات، مؤكدًا على أنه ملتزم بقواعد الحرب والقانون الدولي.

إرث لا يُنسى

بفضل انتصاراته الساحقة، والتضحيات التي قدمها، أصبح سهيل الحسن رمزًا للصمود والشجاعة في سوريا. لقد حاز احترام أعدائه وإعجاب حلفائه، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السوريين كقائد عسكري لامع، غير مجرى الحرب لصالح وطنه.