سورة الإسراء.. رحلة عجيبة في آيات الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير
صدق الله العظيم
تُعتبر سورة الإسراء من السور المكية التي نزلت على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتتكون من 111 آية كريمة، وهي من السور التي لها مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، لما تحمله من أحداث ومعجزات عظيمة، منها معجزة الإسراء والمعراج.
إسراء النبي صلى الله عليه وسلم
تبدأ سورة الإسراء بذكر رحلة الإسراء التي أسرى الله بها نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس، وهي رحلة خارقة للعادة، حيث قطع النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسافة الكبيرة في وقت قصير جداً، وقد ذكر الله تعالى هذه الرحلة في قوله سبحانه: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" [الإسراء: 1].
وقد كان الهدف من هذه الرحلة العظيمة أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم من آيات الله الكبرى، فقد رأى في هذه الرحلة أشياء كثيرة مما يحدث في السماوات والأرض، كما رأى الأنبياء السابقين، وتلقى منهم الوصايا والنصائح.
المعراج إلى السماوات العلى
بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، عرج به إلى السماوات العلى، حيث رأى السماوات السبع، ورأى فيها الملائكة المقربين من الله تعالى، كما رأى الجنة والنار، وتلقى في هذه الرحلة العظيمة الكثير من الأوامر والتعاليم، ومنها فرض الصلاة على المسلمين.
وقد ذكر الله تعالى هذه الرحلة في قوله سبحانه: "ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى" [النجم: 8-10].
دروس وعبر من سورة الإسراء
تحمل سورة الإسراء العديد من الدروس والعبر القيمة للمسلمين، ومن أهمها:

قدرة الله تعالى على كل شيء، وأنه لا شيء يعجزه سبحانه وتعالى.
أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، وأن رسالته الرسالات.
أن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وأنها فرضت على المسلمين في هذه الرحلة العظيمة.
أن المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وأن زيارته من السنن المؤكدة.
أن الإيمان بالله تعالى وبرسله واليوم الآخر هو أساس الدين الإسلامي.

ختاماً، تعد سورة الإسراء من السور العظيمة التي تحمل الكثير من المعاني والدروس والعبر للمسلمين، وهي من السور التي يجب أن نتدبرها ونتفكر في آياتها، وأن نستفيد من الدروس والعبر التي تحملها لنا.