في عالم السياسة، غالبًا ما تكون النساء في الظل، لكن سوزان مبارك لم تكن كذلك. بصفتها السيدة الأولى لمصر لمدة 30 عامًا، تركت بصمة لا تُمحى على البلاد.
وُلدت سوزان ثابت في عام 1941 في مصر لعائلة ثرية. درست علم الاجتماع في جامعة القاهرة، حيث التقت بزوجها المستقبلي، حسني مبارك. تزوجا في عام 1964، وسرعان ما صعد حسني مبارك في الرتب العسكرية وأصبح نائبًا لرئيس الجمهورية في عام 1981.
عندما اغتيل الرئيس أنور السادات في أكتوبر 1981، أصبح حسني مبارك رئيسًا. أصبحت سوزان مبارك السيدة الأولى لمصر، وبدأت مهمتها في إحداث فرق في حياة المصريين.
كانت سوزان مبارك معروفة بعملها في مجال المرأة والأطفال. أسست المجلس القومي للمرأة، الذي يعمل على تعزيز حقوق المرأة وإمكانياتها. كما أسست مستشفى سرطان الأطفال في مصر، أحد أكبر مستشفيات سرطان الأطفال في العالم العربي.
بالإضافة إلى عملها الخير فكانت سوزان مبارك أيضًا مدافعة نشطة عن التعليم. أسست عددًا من المدارس والجامعات في جميع أنحاء مصر، كما دعمت تبادل الطلاب بين مصر والبلدان الأخرى.
لم يكن عمل سوزان مبارك خاليًا من الجدل. وواجهت انتقادات بسبب رفاهيتها وأسلوب حياتها الفخم، والذي اعتبره البعض غير مناسب في ضوء الفقر المنتشر في مصر. كما اتُهمت بالنفوذ السياسي، وهي مزاعم نفتها دائمًا.
بغض النظر عن الجدل، فلا شك في أن سوزان مبارك كانت قوة رئيسية في مصر. لقد استخدمت منصبها لإحداث فرق في حياة المصريين، ولا يزال إرثها حتى اليوم.
في أعقاب ثورة عام 2011، غادرت سوزان مبارك مصر مع زوجها. لكن إرثها سيستمر في إلهام المصريين لسنوات قادمة.