سيف علي خان.. الجاسوس الهندي الذي ألقى بظلاله على مصر




في خريف عام 1965، هبطت طائرة عسكرية هندية في مطار القاهرة الدولي، وعلى متنها رجل هندي طويل القامة، ووسيم المظهر، وحسن الحديث، يحمل حقيبة صغيرة، ويبتسم ابتسامة عريضة.

كان ذلك الرجل هو سيف علي خان، الجاسوس الهندي الماكر، الذي جاء إلى مصر تحت غطاء دبلوماسي، وكانت مهمته هي التجسس على أسرار الدولة المصرية ونقلها إلى الاستخبارات الهندية.

خالد الإسلامبولي.. القاتل الذي هز عرش مصر

ونجح سيف علي خان في مهمته ببراعة، حيث استطاع اختراق الدوائر الأمنية المصرية، ووصل إلى معلومات سرية للغاية، كان من بينها خطط مصر العسكرية في حرب عام 1967.

وكانت هذه المعلومات بمنزلة ضربة موجعة لمصر، حيث ساعدت الهند في هزيمة مصر في هذه الحرب، وسيطرت إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء.

وعندما اكتشفت السلطات المصرية أن سيف علي خان جاسوس، تم اعتقاله على الفور، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

حسن علي: لص القرن الذي هرب من العدالة

لكن سيف علي خان لم ييأس، واستطاع الهرب من السجن عام 1973، وتوجه إلى الهند، حيث عاش هناك حتى وفاته عام 1999.

ولا تزال قصة سيف علي خان تُحكى في مصر حتى اليوم، كمثال على خطورة التجسس على أسرار الدولة، وأهمية الحفاظ عليها.

ففي زمن الحروب والصراعات، تكون المعلومات بمثابة سلاح قوي يمكن أن يغير مجرى التاريخ.

إسماعيل سراج الدين.. أسرار وخبايا رئيس الوزراء الأسبق

وتاريخ التجسس مليء بالقصص المشوقة والمثيرة، التي تظهر لنا كيف يمكن للجاسوس الماكر أن يخترق الأنظمة الأمنية الأكثر صرامة، ويسيطر على المعلومات التي من شأنها أن تغير مسار العالم.

فالجاسوسية هي لعبة خطيرة، لا يقدر عليها إلا الأقوى والأذكى والأكثر شجاعة.