في عالم الفن الساحر، تتوهج بعض النجوم بموهبتهم الخالدة، وتترك بصمات لا تُمحى في قلوب الجماهير. ومن بين هؤلاء النجوم المميزين، تبرز شادية عبد الحميد، نجمة الشاشة العربية التي لا تزال سحرتها تغمرنا حتى اليوم.
وُلدت شادية في القاهرة عام 1931، وكان قدرها أن تصبح واحدة من أعظم ممثلات جيلها. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، وسرعان ما أصبحت نجمةً لامعةً، حيث تألقت في أكثر من 100 فيلم، تركت بصمةً عميقةً في تاريخ السينما المصرية.
كانت شادية تتمتع بموهبة فنية شاملة، فهي ممثلة بارعة، ومغنية موهوبة، وراقصة ساحرة. وبفضل أدوارها المتنوعة، من الأدوار الكوميدية إلى التراجيدية، استطاعت أن تصل إلى قلوب الجماهير من جميع الأعمار.
من أشهر أفلام شادية وأكثرها شعبيةً فيلم "معبودة الجماهير" الذي صدر عام 1967، والذي لعبت فيه دور فتاة فقيرة تُصبح نجمةً مشهورة. وقد حقق هذا الفيلم نجاحًا هائلاً، ولا يزال يُعتبر أحد أفضل الأفلام الموسيقية في تاريخ السينما المصرية.
ومن أفلامها المميزة أيضًا "شفيقة ومتولي" الذي صدر عام 1978، والذي لعبت فيه دور امرأة تُقتل على يد زوجها دفاعًا عن شرفها. وقد حازت شادية على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان موسكو السينمائي الدولي عن دورها في هذا الفيلم.
لم يقتصر تأثير شادية على أعمالها الفنية فقط، بل امتد إلى المجتمع المصري بأكمله. فقد كانت تُعرف بدفاعها عن حقوق المرأة، وحملاتها للصحة والتعليم. كما أسست مؤسسة خيرية تحمل اسمها، لا تزال تعمل حتى يومنا هذا لتوفير المساعدات للمحتاجين.
توفيت شادية في عام 2017 عن عمر يناهز 86 عامًا، تاركة وراءها إرثًا لا يُنسى في عالم الفن. ولا تزال أفلامها تُشاهد ويُتغنى بها، وهي تُعتبر رمزًا لأجيال من المصريين والعرب.