تخيلوا لو كانت الجدران تتكلم، ماذا ستقول شاشة فيصل لو استيقظت وفكت لسانها؟ أهي حائط صامت كحائط المبكى، أم أنها شاهد عيان على مؤامرات وحكايات لم تُروَ بعد؟
عودة إلى الزمن الجميلفي قلب القاهرة الفاطمية، يتربع مبنى قديم يعود إلى العصر الملكي، يضم خلف جدرانه شاشة عرض قديمة أكل الدهر عليها وشرب، تحمل اسم "شاشة فيصل". في أوج شهرتها، كانت الشاشة مقصدًا لعشاق السينما والفن، حيث عرضت أفلامًا رائدة من الزمن الجميل.
أضواء خافتة وخفايا سريةلكن وراء الأضواء الخافتة التي كانت تضيء الشاشة، كانت هناك قصص وخفايا سرية تدور في الكواليس. عاشت جدران الشاشة على وقع ضحكات ودموع النجوم، وأسرار الحب والغيرة التي حيكت بين أروقتها.
حتى وإن خفت بريق شاشة فيصل، إلا أنها ظلت ذاكرة حية لماضي السينما المصرية والعربية. فالشاشة ليست مجرد مكان للعرض، بل هي شاهد عيان على حكايات وقصص إنسانية لا حصر لها.
تكريم موظف قديمحديثًا، كرمت إدارة شاشة فيصل أحد موظفيها القدامى، الذي قضى أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة الشاشة. وقد شهد هذا الموظف تاريخ الشاشة بكل تفاصيله، وعايش قصص النجوم والجمهور الذي كان يتوافد إليها.
دعوة للتأملأخيرًا، دعونا نتأمل معًا في قصة شاشة فيصل. فهي بمثابة تذكير لنا بقوة القصص والحكايات الإنسانية، وأن حتى الأماكن الصامتة قد تحمل في طياتها أسرارًا وقصصًا تنتظر من يرويها. ففي كل جدار مبنى، وفي كل ركن غرفة، تكمن حكاية تنتظر من يكتشفها.