شاشة فيصل.. أضواء خافتة وخفايا سرية




تخيلوا لو كانت الجدران تتكلم، ماذا ستقول شاشة فيصل لو استيقظت وفكت لسانها؟ أهي حائط صامت كحائط المبكى، أم أنها شاهد عيان على مؤامرات وحكايات لم تُروَ بعد؟

عودة إلى الزمن الجميل

في قلب القاهرة الفاطمية، يتربع مبنى قديم يعود إلى العصر الملكي، يضم خلف جدرانه شاشة عرض قديمة أكل الدهر عليها وشرب، تحمل اسم "شاشة فيصل". في أوج شهرتها، كانت الشاشة مقصدًا لعشاق السينما والفن، حيث عرضت أفلامًا رائدة من الزمن الجميل.

أضواء خافتة وخفايا سرية

لكن وراء الأضواء الخافتة التي كانت تضيء الشاشة، كانت هناك قصص وخفايا سرية تدور في الكواليس. عاشت جدران الشاشة على وقع ضحكات ودموع النجوم، وأسرار الحب والغيرة التي حيكت بين أروقتها.

  • حكاية النجم الصاعد: ذات ليلة، اكتشف أحد المسئولين في الشاشة موهبة فنية شابة في أحد العروض. ساعده على صقل موهبته وإطعامه الأدوار الصغيرة، حتى أصبح فيما بعد نجماً لامعًا على شاشات السينما والمسرح.
  • حب في الكواليس: في إحدى المسرحيات، وقع ممثلان في حب بعضهما البعض بعيدًا عن أعين الجمهور. كان حبهما سريًا في البداية، لكن سرعان ما انتشر كالنار في الهشيم بين موظفي الشاشة. ولكن لم يكتب لهما القدر أن يظلا معًا، فسرعان ما تفرقا بسبب خلافات وخيانة.
  • أشباح الماضي: يتناقل بعض العاملين في الشاشة قصصًا عن أشباح لنجوم سينمائيين قدامى، يقال أنهم ما زالوا يتجولون في ممرات الشاشة حتى الآن. وفي بعض الليالي المظلمة، يمكن سماع ضحكاتهم أو بكائهم.
ذاكرة حية

حتى وإن خفت بريق شاشة فيصل، إلا أنها ظلت ذاكرة حية لماضي السينما المصرية والعربية. فالشاشة ليست مجرد مكان للعرض، بل هي شاهد عيان على حكايات وقصص إنسانية لا حصر لها.

تكريم موظف قديم

حديثًا، كرمت إدارة شاشة فيصل أحد موظفيها القدامى، الذي قضى أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة الشاشة. وقد شهد هذا الموظف تاريخ الشاشة بكل تفاصيله، وعايش قصص النجوم والجمهور الذي كان يتوافد إليها.

دعوة للتأمل

أخيرًا، دعونا نتأمل معًا في قصة شاشة فيصل. فهي بمثابة تذكير لنا بقوة القصص والحكايات الإنسانية، وأن حتى الأماكن الصامتة قد تحمل في طياتها أسرارًا وقصصًا تنتظر من يرويها. ففي كل جدار مبنى، وفي كل ركن غرفة، تكمن حكاية تنتظر من يكتشفها.