حينما يتبادر إلى أذهاننا ذكر الشعر العربي الأصيل والمحاورة النبطية، لا بد وأن يكون أحد الأسماء الأولى التي تخطر على بالنا هو الشاعر الكبير متعب الحربي، والذي اشتهر بكتابته للقصائد الشعرية وأداء المحاورة النبطية التقليدية.
وُلد الشاعر متعب بن عبد الله بن حجاب الحربي، المعروف بشاعر المحاورة، في عام 1953م في مدينة حائل بالمملكة العربية السعودية. منذ صغره، أبدى شغفًا كبيرًا بالأدب والشعر، وظهرت موهبته في سن مبكرة. بدأ كتابة الشعر وهو في سن العاشرة، وتأثر بأعمال شعراء كبار مثل الأمير عبد الله الفيصل والأمير خالد الفيصل.
اشتهر الشاعر متعب الحربي بأسلوبه المميز في كتابة المحاورة النبطية، وهو نوع من فن الأداء الشعري الذي يتبادل فيه اثنان من الشعراء أبياتًا من الشعر المرتجل حول موضوع ما. شارك الحربي في العديد من المسابقات الشعرية، وحصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة أفضل شاعر محاورة في المملكة العربية السعودية في عام 1980م.
بصرف النظر عن كونه شاعرًا موهوبًا، فإن متعب الحربي كان أيضًا محاورًا بارعًا. كان قادرًا على إشراك جمهوره وإبهارهم بخفة دمه وذكائه الحاد. غالبًا ما كان يلجأ إلى استخدام الهجاء والدعابة في محاوراته، مما أضفى جوًاً من المرح والتسلية على أدائه.
إلى جانب إسهاماته الشعرية، لعب الشاعر متعب الحربي دورًا مهمًا في الحفاظ على الثقافة العربية والتراث النبطي. كان أحد الأعضاء المؤسسين لنادي حائل الأدبي، حيث عمل على تعزيز الشعر والأدب في المملكة العربية السعودية. كما شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والثقافية حول العالم.
وراء كل هذا النجاح الإبداعي، كان متعب الحربي شخصًا متواضعًا وودودًا. كان معروفًا بكرّمه وكرم ضيافته. غالبًا ما كان يستضيف الشعراء والمثقفين في مجلسه، وكان دائمًا يستمتع بمشاركة معرفته وحبه للأدب مع الآخرين.
رحل الشاعر الكبير متعب الحربي عن عالمنا في عام 2013م، تاركًا وراءه إرثًا غنيًا من الشعر والمحاورة. لا يزال يُذكر حتى اليوم باعتباره أحد أعظم شعراء المحاورة في المملكة العربية السعودية. وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة محبي الشعر العربي للأجيال القادمة.