في موكب جنائزي حزين، وقف حشد كبير من الناس يبكون ويودعون صحفية فلسطينية شابة، لحظة غادرت روحها إلى خالقها نتيجة إصابتها برصاص أحد عناصر أمن السلطة الفلسطينية. راحت شهيدة الصحافة شذا الصباغ، ضحية للاشتباكات العنيفة الدائرة في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية.
في ذلك اليوم المشؤوم، وقفت شذى في شرفة منزل عائلتها، شاهدة على مشاهد العنف التي أدت إلى مقتل شقيقها معتصم قبل أشهر. وبعد أن فارقت شذى الحياة، اتهمت عائلتها قوات الأمن الفلسطينية بقتلها، مما أشعل فتيل الاحتجاجات والغضب في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وُلدت شذى في مخيم جنين للاجئين، وعاشت معظم حياتها هناك. كانت فتاة ذكية وطموحة، أحبت الكتابة والصحافة. وحلمت بأن تصبح صحفية يوما ما، وبدأت بالفعل في نشر مقالاتها في الصحف المحلية.
في أعقاب وفاة شقيقها، أصبحت شذى أكثر نشاطًا في تغطية الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت الضفة الغربية. كانت شذى شابة شجاعة لا تخشى التعبير عن آرائها. لقد كافحت من أجل العدالة والمساءلة، وكانت صوتا للمقهورين والمهمشين.
في يوم وفاتها، كانت شذى تعمل على تغطية الاشتباكات في مخيم جنين عندما أصيبت برصاصة قاتلة. توفيت على الفور، تاركة وراءها عائلة مفجوعة ومهنة صحفية واعدة.
كان مقتل شذى خسارة فادحة للصحافة الفلسطينية. كانت شابة موهوبة واعدة كان لديها الكثير لتقدمه لعالم الصحافة. لكنها كانت أيضًا ضحية لعنف أكبر يمزق الضفة الغربية، حيث يتحول حلم أي فلسطين بشيئ من الحرية أو حتى شيء من حياة كريمة إلى موت أو دم.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here