في صباح يوم من شهر رمضان المبارك، استيقظت مدينة جنين على وقع خبر مأساوي، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الصحفية شذى الصباغ برصاصة أصابتها في الرأس، لتكون الضحية الثالثة من أفراد أسرتها بعد شقيقها الأسير المحرر الشهيد معتصم الصباغ، وأحد أقاربها الشهيد جمال الصباغ، الذين ارتقوا جميعا في نفس المكان، مخيم جنين.
شذى، ابنة الرابعة والعشرين ربيعاً، كانت تحمل في قلبها وطنا وفي قلمها كلمة، درست الصحافة والإعلام، واتخذت من الكلمة سلاحا للدفاع عن قضيتها، فكانت تنقل أخبار المعاناة، وفضح جرائم الاحتلال، وكل ذلك من وسط الحدث، في شوارع مخيم جنين، حيث كانت تعيش وتعمل.
في يوم استشهادها، كانت شذى برفقة عائلتها في منزلها، عندما اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال وأهالي المخيم، لم تتردد شذى لحظة في الخروج لتوثيق الحدث، وإيصال صوت شعبها للعالم، إلا أن رصاصة إسرائيلية غادرة أصيبت بها في رأسها، لتستشهد على الفور.
استشهاد شذى لم يكن حادثا عابرًا، بل كان جريمة متعمدة من قبل قوات الاحتلال التي لا تتورع عن استهداف المدنيين، بما فيهم الصحفيين، في محاولة لإسكات صوت الحقيقة، وإخفاء جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
رحيل شذى خسارة كبيرة للصحافة الفلسطينية، التي فقدت واحدة من أقلامها الشابة الواعدة، لكن صوتها سيبقى حيا في وجدان شعبها، وكلمتها ستظل رصاصة في وجه الظلم والاحتلال.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here