ولدت شروق فؤاد في محافظة القاهرة في الثالث والعشرين من شهر يناير عام 1946، وظهرت موهبتها الفنية منذ نعومة أظافرها، فكانت تغني وترقص في حفلات المدرسة والحي الذي تعيش فيه، حتى لفتت انتباه أحد المنتجين الذي رشحها للمشاركة في فيلم "الظريف والشهم" مع الفنان نجيب الريحاني، والذي كان بمثابة انطلاقة قوية لها في عالم السينما.
وتوالت أعمال شروق فؤاد السينمائية، لتشارك في أكثر من 100 فيلم، من أبرزها "30 يوم في السجن"، و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين"، و"إحنا بتوع الأتوبيس"، و"السيد قشطة"، و"بين الأطلال"، و"موعد في البرج"، وغيرها الكثير من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
تميزت شروق فؤاد بأسلوبها الكوميدي المميز، وقدرتها على تجسيد الشخصيات المختلفة باحترافية عالية، فكانت تلعب دور الفتاة الشعبية أو الفتاة الأرستقراطية أو الفتاة الريفية ببراعة فائقة، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات الكوميديا في جيلها.
إلى جانب موهبتها التمثيلية، اشتهرت شروق فؤاد بصوتها الجميل، حيث قدمت العديد من الأغاني في الأفلام التي شاركت فيها، والتي لاقت رواجًا كبيرًا لدى الجمهور، ومن أشهر أغانيها "خدني معاك يا غالي" و"على موج البحر" و"وحياة قلبي وأفراحه".
لم تقتصر شهرة شروق فؤاد على مصر فقط، بل امتدت إلى جميع الدول العربية، حيث كانت إحدى نجمات السينما المصرية الأكثر شعبية في العالم العربي، ولا سيما في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
حظيت شروق فؤاد بحب واحترام زملائها الفنانين وكذلك الجماهير، فهي فنانة موهوبة وأخلاقية عالية، كما أنها كانت من الشخصيات المحبوبة التي تشع بالحيوية والروح المرحة، مما جعلها محط أنظار الجميع.
رحلت شروق فؤاد عن عالمنا في الحادي والعشرين من شهر أغسطس عام 2019، عن عمر يناهز 73 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا كبيرًا وإرثًا بشريًا طيبًا، وستظل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية والوجدان العربي.
إن شروق فؤاد مثال على أن الموهبة والأخلاق هما أساس النجاح الحقيقي، وأن الفنان الحقيقي هو الذي يترك بصمة إيجابية في المجتمع، ليس فقط من خلال أعماله الفنية ولكن بصفته أيضًا نموذجًا يحتذى به في الأخلاق والوطنية.