شكري سرحان: عبقري السينما وصاحب الطلّة الساحرة




شكري سرحان، فنان مصري مخضرم، أثرى الشاشة العربية بأدواره الرائعة التي لا تُنسى، والتي تركت بصمة عميقة في وجدان الملايين من المشاهدين. ولد سرحان في 13 مارس 1925 في مدينة الإسكندرية، وبدأ مسيرته الفنية في الأربعينيات، ليصبح واحداً من أبرز نجوم السينما المصرية.
ويذكر شقيق الفنان الراحل، طارق زمزم، في أحد لقاءاته الصحفية أن شكري سرحان لم يكن مجرد ممثل بل كان "فناناً شاملاً". وقال زمزم عن شقيقه: "كان يجيد كل الأدوار مهما كانت صعوبتها، سواء كانت أدواراً رومانسية أو أكشن أو كوميدية".

موهبة فطرية وملامح ساحرة

تميز سرحان بموهبة فطرية وملامح ساحرة جعلته محبوباً لدى الجماهير. فقد كان يتمتع بحضور قوي على الشاشة، وعيون معبرة، وابتسامة ساحرة. كما كان صوته مميزاً وعميقاً، ساعد في إضفاء عمق وإحساس على أدواره.
وعن موهبته الفطرية، قال الفنان الراحل أحمد مظهر خلال أحد اللقاءات التلفزيونية: "شكري سرحان كان ممثلاً عبقرياً. كان قادراً على تجسيد الشخصيات بحرفية عالية، وإقناع المشاهدين بمصداقية أدائه".

أدوار متنوعة خالدة في ذاكرة السينما

خلال مسيرته الفنية الطويلة، قدم سرحان مجموعة واسعة من الأدوار المتنوعة، منها:
* الأدوار الرومانسية: اشتهر سرحان بأدواره الرومانسية التي جسد فيها دور الرجل العاشق، ومن أبرز أفلامه في هذا النوع فيلم "الوحش" و"بين الأطلال" و"أنت حبيبي".
* الأدوار التاريخية: كان لسرحان حضور بارز في السينما التاريخية، حيث جسد أدوار شخصيات تاريخية بارزة، مثل "صلاح الدين الأيوبي" في فيلم "الناصر صلاح الدين" و"جمال عبد الناصر" في فيلم "ناصر 56".
* الأدوار الكوميدية: لم يقتصر سرحان على الأدوار الجادة، بل شارك أيضاً في العديد من الأفلام الكوميدية، ومن أشهرها فيلم "على باب الوزير" و"سكر بنات".

مسيرة حافلة بالإنجازات وعلاقات خاصة

حصد سرحان خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز والأوسمة، منها جائزة الدولة التقديرية للفنون من الدرجة الأولى، كما كرمته العديد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية.
وعلى المستوى الشخصي، تزوج سرحان من الممثلة نادية سيف النصر، وأنجب منها ابنه الوحيد هاني. وقد كانت حياته الأسرية مليئة بالحب والتفاهم.
ورغم النجاح الساحق الذي حققه، لم يتغير سرحان، فقد ظل رجلاً متواضعاً يحب الناس، ويحترم زملاءه. ويروي زملاؤه أنه كان دائم الحرص على مساعدة الفنانين الشباب، وتقديم الدعم لهم.
في 19 مارس 1997، رحل الفنان الكبير شكري سرحان عن عالمنا تاركاً خلفه إرثاً فنياً عظيماً. وستبقى أدواره الخالدة شاهدة على موهبته الفذة وعبقريته الفنية.