شوق وحنين إلى الفسيخ




يا رب، ما أجمل الأيام التي قضيتها مع عائلتي وأصدقائي حول مائدة الأسرة، نتناول ألذ وأشهى أنواع السمك المملح (الفسيخ) الذي أعدته والدتي بيديها، أتذكر تلك اللحظات التي لا تُنسى وكأنها بالأمس.
كنت طفلاً صغيراً عندما تعرفت لأول مرة على الفسيخ، لم أكن أهوى مذاقه في البداية، لكن مع مرور الوقت، بدأت أتذوق نكهته الفريدة وأعشقه. كنت أحب أن أتناوله مع الخبز البلدي والبصل الأخضر والليمون، وهذا المزيج الرائع لا يقاوم.
كنا نجتمع في بيت العائلة كل عام في عيد شم النسيم، وهو عيد الربيع المصري، حيث يكون الفسيخ هو الطبق الرئيسي على مائدتنا. كنا نتناول الطعام ونضحك ونلعب الألعاب، وكانت هذه الأوقات من أسعد أوقات حياتي.
إلى جانب مذاقه اللذيذ، للفسيخ قيمة ثقافية كبيرة في مصر. إنه رمز للتراث والتقاليد، وهو جزء لا يتجزأ من الاحتفالات بالربيع. كما يرتبط الفسيخ بالعديد من الذكريات الجميلة، خاصة تلك المتعلقة بالأسرة والأصدقاء.
لكن للأسف، أصبحت كميات الفسيخ التي نصنعها في المنزل الآن أقل بكثير مما كانت عليه في السابق، وهذا بسبب ارتفاع أسعار الأسماك. ومع ذلك، نحرص على صنع كمية صغيرة كل عام لنحافظ على هذه التقاليد الجميلة.
أتمنى من قلبي أن تعود الأيام التي كنا نجتمع فيها حول مائدة الأسرة نتناول الفسيخ، ولكن حتى ذلك الحين، سأظل أتوق إلى هذه الأيام وأعتز بذكرياتها.