بمجرّد سماع هذا الاسم، ينتقل بنا الزّمان بضعة عقود إلى الوراء، إلى زمنٍ كنا فيه أطفالاً نصبّ آذاننا ومقاعدنا أمام شاشة التلفاز الصغيرة، نتابع بشغف حلقات "مواهب وأفكار".
كان صالح العريض هو الرجل الذي يُلهب شغفنا بالمعرفة، ويُحرّك أفكارنا. كان هو من علّمنا أن نكون مُبدعين، وأن نبحث عن مواهبنا. كان يُكلّفنا بمهمات صغيرة من قبيل عمل مجسم من ورق الكرتون، أو كتابة نص مسرحي قصير، ثم يطلب منا تنفيذها وإرسالها له. ولقد كان صالح العريض أكثر من مُقدّم برنامج تلفزيوني، فقد كان مُعلّمًا ومُرشدًا، بل وأبًا لجيل كامل.
لم يكن الأمر يتعلّق بالبرنامج فحسب، بل بما وراءه من رسالة. كانت رسالة صالح العريض هي أن لكل طفلٍ موهبة، وأن من واجبنا اكتشاف هذه الموهبة وتنميتها. وبعد سنوات عديدة، التقيت صالح العريض شخصيًا. وجدته كما توقّعت: رجلًا متواضعًا، دمث الأخلاق، ومهتمًا بشغف بما يفعله.
سألته عن سر نجاح برنامجه، فأجابني بكل بساطة: "الحب". قال لي أنّه يحب الأطفال، ويحب تعليمهم، ويحب مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم. هذه هي روح صالح العريض، روح المُعلّم الذي أحب طلابه، وأحب عمله، وأحب وطنه. وهذه هي رسالته، رسالة تشجيع الأطفال على أن يكونوا مُبدعين، وأن يبحثوا عن مواهبهم، وأن يكونوا فخورين ببلدهم. وختامًا، أترككم بكلمات صالح العريض نفسه، والتي قالها في إحدى حلقات برنامجه: "الأطفال هم مستقبل هذا الوطن، وهم أملنا في غدٍ أفضل. دعونا نعتني بهم، ونُنمي مواهبهم، ونجعلهم مواطنين صالحين يخدمون وطنهم ويفخرون به." عاش صالح العريض، وعاشت رسالته.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here