صالح العزاز.. جنرال الجيش الذي اقتحم حلب بصوت عذب!




مازال صوت صالح العزاز يتردد في أرجاء حلب، بل في كل أرجاء سوريا.


وكلما مررنا على نصب الشهيد في دوار الجندي المجهول، الذي صار يحمل اسم هذا الجنرال، يتردد صدا صوته العذب يصدح بآيات القرآن الكريم، ويلقي خطاباته العسكرية.

من هو صالح العزاز؟
العزاز هو القائد العسكري الذي تولّى قيادة الجيش السوري منذ استقلال سوريا عام 1946، كما تولى قيادة أركان الجيش السوري، ووزارة الدفاع، لذلك يُعتبر أقدم وزير دفاع في العالم.

وبقي في منصبه حتى عام 1951، وشارك في حرب 1948 ضد عصابات الصهيونية.

وتولى قيادة معركة جبل الشيخ، وجبل الجرمق، وهو أول ضابط في الجيش العربي السوري ألقى خطاب النصر من جبل الشيخ.

وفي عام 1959، تولى قيادة قوى الجبهة السورية إبان الوحدة بين سوريا ومصر، وشهدت هذه الفترة عدواناً صهيونياً على سورية، تصدى له العزاز وقواته ببسالة.

ويُذكر عن العزاز أنه كان كثير الالتصاق برجاله، ويطلعهم على كل صغيرة وكبيرة، ويهتم بشؤون معيشتهم، حتى إنه صار يُعرف في المقاهي التي كان يرتادها بابن العزاز.


وبعد حرب حزيران عام 1967، كان على رأس القوات السورية التي دخلت حلب وحررتها، وألقى من قلعتها خطاباً تاريخياً، قال فيه: "سوريا بلدنا وسوريا وطننا، وسوريا دمنا وعلينا أن نقف صامدين ووحدتنا هي سلاحنا، ووحدة الصفوف هي حصننا، وثقتنا بالله هي نصرنا".

وتولى العزاز منصب رئيس مجلس الوزراء في سوريا عام 1974، ثم تولى منصب نائب رئيس الجمهورية، وظل في هذا المنصب حتى وفاته، في 12 كانون الثاني 1977.


مواقف إنسانية..
إلى جانب مواقفه العسكرية، كان العزاز يتمتع بمواقف إنسانية ووطنية مشهودة.

ففي حرب عام 1948، تم أسر سرية من جنوده، فأرسل إليهم رسالة يقول فيها: "لقد كنتم أسوداً في المعركة، وإن أسر الأسود لا يعني إلا أنهم قد نفدت ذخيرتهم وأصيبوا بحالات إعياء".

وإبان توليه منصب رئيس الوزراء، اشترى منطقة سكنية كاملة في مدينة حلب، ووزعها على عائلات الجنود الشهداء الذين استشهدوا في حرب عام 1967.


واستقال من منصب رئيس الوزراء بعد اعتذاره عن عدم استقبال وفد من الموساد الإسرائيلي، الذي كان يزور دمشق عام 1974، تحت ذريعة العلاج.

ال..
صالح العزاز، شخصية عسكرية وسياسية بارزة، قلّما يجود الزمن بمثلها، كان قائداً عسكرياً شجاعاً، ووزيراً للدفاع مخلصاً، ورئيساً للوزراء وطنياً.

وحتى بعد وفاته، ظل صوته العذب يُتلى في كل أصقاع الوطن العربي والإسلامي، كمقرئ مشهور ومحبوب.

فأينما ذهب وعلى أي منبر وقف، كان يُصدح بالآيات القرآنية، التي حفظها عن ظهر قلب، وأتقن أحكام تجويدها.

رحم الله صالح العزاز، وأسكنه فسيح جناته.